Register To WDS
الأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الدولية

“واشنطن بوست: أفغانستان تكشف عن رحلة تراجع أمريكا المستمرة”

تحليل نشرته صحيفة “واشنطن بوست” يبرز أن انهيار أفغانستان السريع يمثل تجسيدًا لهزيمة متراكمة للولايات المتحدة الأمريكية.

في مقال كتبه محلل الشؤون الخارجية إيشان ثارور، وُصف الانهيار بأنه “مفاجئ جدًا”، حيث اجتاحت حركة طالبان خلال أشهر قليلة الماضي معظم الأراضي الأفغانية، مستوليةً على المراكز الإقليمية تباعًا في شمال وغرب البلاد، بينما كانت القوات الحكومية تتلاشى.

اليوم، ومع اقتراب مقاتلي طالبان من العاصمة كابل، يبدو أن الحركة في وضع أقوى مما كانت عليه قبل عام 2001، عندما تم إزاحتها من الحكم بفعل الغزو الأمريكي.

وبتقدم طالبان السريع، بدت القوات الأفغانية — التي استغرق تدريبها سنوات ودعماً مالياً كبيراً من الولايات المتحدة — في حالة انهيار وإحباط، وفقًا لما ذكره إيشان ثارور.

وأشار الكاتب إلى أن العديد من الجنود الأفغان إما استسلموا أو فروا، حتى أن بعض مقاتلي طالبان لوحظ أنهم يستولون على معدات عسكرية بما في ذلك أسلحة أمريكية وسيارات.

وفي سياق الحراك الدبلوماسي، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تشكيل جبهة دبلوماسية متحدة تشمل جيران أفغانستان وأطرافا أخرى مثل الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، بهدف الحوار مع حركة طالبان في قطر.

تم تزامن نجاح هجوم طالبان مع انسحاب القوات الأمريكية وناتو، حيث كان البيت الأبيض قد حدد موعد الانسحاب ليصادف الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر 2001.

مع تصاعد حركة طالبان مجددًا، سخر بايدن في يوليو الماضي من احتمال “اجتياح طالبان لكل شيء”، معبرًا عن أمله في تحقيق تسوية سياسية سلمية.

لكن النقاد عبروا عن ضرورة أن تحافظ الولايات المتحدة على قدرتها للردع ضد طالبان “المنتعشة”. بينما أكد معارضون آخرون أن حالة عدم الاستقرار المستمرة في البلاد بعد عقدين من الاحتلال تستدعي إنهاء المهمة.

في إطار حديثه مع الصحفيين، أفاد بايدن بأن “أكثر من تريليون دولار قد أنفقت على مدى 20 عامًا، حيث قمنا بتدريب 300,000 جندي أفغاني، وآمل أن يعمل القادة الأفغان معًا لتحقيق الاستقرار.”

ويبدو أن إيشان ثارور يقترح أنه من المشكوك فيه أن القوات الأجنبية المتبقية كان بإمكانها توقيف تقدم طالبان دون النظر إلى قرار الانسحاب.

يرى بايدن أن الحالة في أفغانستان كانت مصدر قلق متزايد، لكن الكثير من المواطنين الأفغان يشيرون إلى تفاقم الوضع.

كما استند ثارور إلى تقارير حكومية أمريكية، أعدها الصحفي الاستقصائي كريغ ويتلوك، التي تناولت الأخطاء المتعلقة بالجهود الأميركية في بناء الدولة الأفغانية.

وقد أبدت مختلف الإدارات الأمريكية السابقة أنه سيكون من الصعب إضعاف طالبان، حيث أن الدولة الأفغانية كانت تعاني من الفساد وضعف الإرادة.

وفقًا لتقارير ويتلوك، فإن إدارات الرؤساء الأمريكيين السابقين، مثل جورج بوش الابن وباراك أوباما ودونالد ترامب، ضللت الرأي العام على مدى عقدين بخصوص التقدم الذي تحقق في أفغانستان.

إجمالًا، يُعتبر هذا التحليل دعوة للتأمل في نتائج التدخل الأمريكي في أفغانستان والخيارات المستقبلية المتاحة.

مع مرور الزمن، بدأ الرؤساء الثلاثة يفقدون الدعم في حرب كانت في البداية محط تقدير كبير من الأمريكيين. اختار القادة السياسيون والعسكريون إخفاء الأخطاء بدلاً من مواجهة الواقع، مما أدى إلى انحراف الحرب عن مسارها الصحيح.

بعد مرور أقل من خمس سنوات على الغزو، قام مسؤولون في إدارة بوش بمقارنة حالي أفغانستان وفيتنام، حيث كان واضحاً أن طالبان لا تزال تمثل تهديداً مستمراً.

وصلت الأمور إلى نقطة تحول مع نهاية عام 2005؛ إذ استيقظ الجميع في عام 2006 على حقائق تفيد بأن تمرداً قد بدأ، مما ساهم في إضعاف الولايات المتحدة في مسعاها. كما أشار مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية إلى أن “كل شيء كان يسير في الاتجاه الخاطئ بنهاية 2005”.

في مقاله، أشار ثارور إلى أن زميله ويتلوك كتب عن كيفية إخفاء إدارة بوش للتحذيرات الداخلية، مما أدى إلى تصوير زائف للحرب.

بعد نحو عشر سنوات، وتحديداً في أواخر 2014، حاول أوباما الاحتفاء بالمهمة العسكرية الأمريكية، مشيراً إلى أنها تقترب من نهايتها بطريقة مسؤولة. ولكنه أدرك أن الأمور ليست كالتي بدت عليها، حيث وصف ويتلوك إدارة أوباما بأنها “صنعت وهماً” بإخبار الجمهور أن القوات الأمريكية ستبقى لأداء مهام “غير قتالية”.

ختاماً، أشار إيشان ثارور في مقاله في واشنطن بوست إلى أن بايدن يواجه تحديات كبيرة وعصبية في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ أفغانستان، وهي مأساة تشكلت على مدى سنوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى