Register To WDS
الأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الإقليميةتركيا

تركيا.. تعزيز قدرات “جندي الغد” عبر نظام “أتوك” المبتكر

نجحت شركة تركية متخصصة في الصناعات الدفاعية في تطوير نظام مبتكر مزود بتقنية قابلة للارتداء، مما يعزز كفاءة أداء أفراد قوات الأمن والجيش في مواكبة التحديات العملياتية في أصعب الظروف.

في عام 2019، أبرمت شركة “بيتس” (BITES) التركية، المعروفة بتقديم حلول تكنولوجية متطورة، اتفاقية مع رئاسة الصناعات الدفاعية بهدف تطوير نظام مجموعة العمليات التكتيكية العسكرية “آتوك” (ATOK).

هذا النظام المحمول والقابل للارتداء يوفر للأفراد، المجموعات العسكرية، المركبات ومستويات عديدة إمكانية تبادل المعلومات والصور التكتيكية، بما في ذلك البيانات المتنوعة مثل الصور، مقاطع الفيديو، الصوت، والرسائل النصية.

يتميز نظام “آتوك” بإمكانية استخدامه من جانب الأفراد والمجموعات، الأمر الذي يجعله مثاليًا في العمليات العسكرية والأمنية، ويساهم في تبادل المعلومات الاستخباراتية بشكل عاجل.

تعد شركة “بيتس” التركية، التي تعاونت مع رئاسة الصناعات الدفاعية، على استعداد لعرض هذا النظام في النسخة الخامسة عشرة لمعرض الصناعات الدفاعية الدولي، مما يوفر بيئة عملياتية آمنة للعنصر البشري.

يرعى المعرض رئاسة الجمهورية التركية، ويستضيفه وزارة الدفاع، وتنظمه جمعية دعم القوات المسلحة التركية، ويقام في مدينة المعارض (TÜYAP) بإسطنبول بين 17 و20 أغسطس.

المعرض سيشهد أيضًا عرض النسخة الأولى من نظام “آتوك” (ATOK) الذي عُمل عليه في إطار دراسات تناولت “جيش المستقبل” باستخدام تقنيات حديثة.

وفقًا لمصادر موثوقة، زُود النظام بتقنية متقدمة تتيح جمع بيانات دقيقة حول تموضع النيران الصديقة وغيرها من المعلومات الهامة لأفراد الخدمة.

وفي تعليق لمدير عام الشركة، أوغور جوشقن، فإن نظام “آتوك” يمثل مشروعًا تكنولوجيًا يهدف إلى رقمنة الجيش وتعزيز الكفاءة العملياتية.

وتوقع جوشقن أن تكون القوات الخاصة التركية من أوائل المستخدمين لهذا النظام، الذي يعتمد على أحدث التقنيات لضمان تنفيذ المهام بكفاءة وسرعة وأمان.

كما أشار جوشقن إلى أن الشركة تعمل حاليًا على إنتاج دفعات من النظام لضمان توافره لقوات الأمن في أسرع وقت ممكن.

أوضح أن حوالي 90% من المكونات المستخدمة في المشروع تمت صناعتها محليًا، مما يجعل النظام يوفر بنية تحتية متطورة تسمح بنقل البيانات من ساحات المعارك بسرعة.

تجدر الإشارة إلى أن نظام الاتصالات الساتلية الذي يستخدم في النظام تم تطويره بواسطة شركة “أسيلسان” التركية، مما أتاح إدخال تقنيات متنوعة لدعم كفاءة النظام.

“قمنا بإجراء اختبارات ميدانية تحاكي ظروف المعارك الحقيقة، وكانت النتائج فعّالة جدًا”، بحسب جوشقن.

أضاف: “أثبتنا النظام على مركبة عسكرية رباعية الدفع محلية من طراز (FNSS Pars 4×4 STA)، حيث أظهر النظام قدرة فعلية على تسهيل التواصل ونقل المعلومات”.

أوضح جوشقن أن “بيتس” تتعاون مع حوالي 10-12 شركة في عملية تطوير نظام “آتوك”، وأن إدارة أنظمة التكامل والاختبار تتم عبر شركة “بيتس”، مما يتيح إضافة وتعديل خصائص جديدة للنظام وفقًا للاحتياجات الفعلية للمستخدم.

أعلن جوشقن أن النظام الجديد يضمن حماية الجنود والمركبات المشاركة في العمليات من خلال تبادل بيانات المواقع مع القوات الصديقة. هذه الابتكارات تعزز الأمان خلال الحركة في ساحة المعركة.

وأضاف: “بفضل هذا النظام المتطور، سيتمكن الجندي من التواصل بسرعة وبجودة عالية مع العناصر البشرية الصديقة المشاركة في المهمة. كما سيمكن الجندي من نقل المعلومات الحيوية والتغييرات في الوضع، مما يعزز التكامل مع أنظمة القيادة المركزية وغرف العمليات.”

وأشار إلى أن أحد الأهداف الرئيسية للمشروع هو تقليل الاعتماد على الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، مما يساهم في الحصول على معلومات دقيقة عن المواقع في بيئة الحرب. هذه الخطوات تهدف أيضًا إلى تقليل المخاطر الناتجة عن الاعتماد على هذه التقنية.

وأوضح: “نقوم بتشغيل خوارزميات الكشف عن المواقع استنادًا إلى المستشعرات. يُعتبر هذا النهج تقنية حديثة يتم استخدامها في الجيوش العالمية، وقد تم دعمها من قبل الجامعات التركية لتطوير بنية تحتية آمنة وموثوقة. نقوم بإنشاء ‘توأم رقمي’ للجندي، مما يمكننا من تحديد مواقعهم بدقة في ساحة المعركة.”

ذكر جوشقن أن خوارزميات الاستشعار المتعلقة بالصحة العامة تمثل عنصرًا أساسيًا آخر في النظام. وقد أكد أن نظام “آتوك” يمتلك القدرة على التحقق من معلومات الموقع والحالة الصحية للجندي، ونقل هذه البيانات إلى غرفة العمليات بفعالية.

في ظل المشاكل الناتجة عن النيران الصديقة في ساحة المعركة، أوضح جوشقن أن الخطر سوف ينخفض بفضل الدقة في تحديد مواقع الجنود والمركبات، مشيرًا إلى أن النظام أثبت كفاءته العالية في حماية الأفراد من النيران الصديقة.

من جانبه، أفاد متين دونر، مدير برامج أنظمة المعلومات والدفاع الجوي في “بيتس”، أن نظام “آتوك” يتضمن تقنيات متنقلة وقابلة للارتداء، مما يسهل حركة الأفراد والمركبات.

وأضاف: “يحتوي هذا النظام على أربع عناصر رئيسية تُشكل توأم المحارب المستقبلي، وهي: نظارات الواقع المعزز الذكية، جهاز قياس الحالة الصحية مثبت على الجسم، ساعة يد لعرض البيانات والخرائط التكتيكية، وجهاز استشعار عند القدمين لجمع المعلومات المتعلقة بالموقع.”

وأكد: “هذا النظام يخلق بيئة آمنة ومتنقلة، بالإضافة إلى توفير بيئة اتصال خاصة وآمنة تمكنها من مقاومة التدخلات الخارجية.”

وشدد دونر على أن الجيوش حول العالم تسعى لزيادة فعاليتها التكتيكية من خلال استخدام التكنولوجيا المتقدمة، خاصة في المناطق الحدودية التي تشهد نزاعات غير متكافئة. وهو ما يجعل من المهم تشكيل فرق عمل خاصة لتنفيذ هذه العمليات بكفاءة.

واختتم الحديث مشيرًا إلى أهمية الاستفادة القصوى من التقنيات المتقدمة لزيادة كفاءة العناصر البشرية، معتبرًا أن هذا النظام يعد من بين أعلى التقنيات المتطورة التي تم تصميمها في البلاد.

وكالة الأناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى