
قادة السلطة الانتقالية في السودان هددوا صراحة باتخاذ إجراءات عسكرية إذا لم تنسحب القوات الإثيوبية من الأراضي المتبقية في الفشقة شرق البلاد. وأكدوا أنهم لن يتنازلوا عن شبر واحد من أرض الوطن، إلا أنهم يسعون للحفاظ على علاقات طيبة مع إثيوبيا.
خاطب عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الظهر، خلال احتفال جماهيري في مناطق ود الكولي وعاروض بالفشقة. هذا الحدث يأتي احتفالاً بالذكرى الـ67 لتأسيس الجيش السوداني، وحضره عدد من أعضاء مجلس السيادة الانتقالي، ووزراء الخارجية والدفاع والمالية والثقافة والإعلام.
البرهان صرح: “نعتقد أن لدينا أراضٍ في الفشقة، ونهدف إلى استعادتها عبر التفاوض والوسائل السلمية. ورغم ذلك، لدينا خيارات أخرى كاحتياط.” وأشار إلى وجود 6 إلى 7 جيوب في منطقة الفشقة تظل خارج السيطرة. وتابع قائلاً: “نأمل أن تستشعر إثيوبيا ضرورة الحفاظ على العلاقات وأن تستمع لصوت العقل.”
وأضاف: “نحتفل بأعياد القوات المسلحة في الفشقة لتأكيد سودانية هذه الأرض. قواتنا ستبقى هناك، ونحن عازمون على تطوير المنطقة.”
ودعا المزارعين لعدم تأجير أراضيهم الزراعية للأجانب، قائلاً: “لقد تحملنا الكثير من تعدياتهم.” واختتم البرهان وحمدوك مشاريع تنموية تشمل جسوراً وطرقاً في ودالكولي وعاروض، للنهوض بالبنية التحتية بعد استعادة 90% من أراضي الفشقة في نوفمبر الماضي.
أضاف البرهان أن الجيش حاول استرداد الفشقة عام 2017، لكن النظام السابق كان متردداً وخائفاً من ردة فعل المجتمع الدولي. وأكد أن جميع القرارات تتخذ بالتشاور بين الهيئات التنفيذية.
البرهان أكد أن القوات المسلحة تركز على ضمان الأمان الدستوري ولا تسعى لحكم شمولي أو انقلاب، بل تهدف لحماية البلد وتعزيز الديمقراطية.
رئيس الوزراء حمدوك وجه رسالة إلى إثيوبيا مفادها أن السودان يسعى للسلام والتنمية ولكنه مستعد لحماية أراضيه. وأكد أن السيادة السودانية على هذه الأراضي معترف بها في جميع المعاهدات والمواثيق الدولية.
احتفال الجيش هذه السنة جاء بطعم خاص، إذ شهدنا افتتاح العديد من المنشآت في الفشقة التي عادت بفضل جهود القوات المسلحة. كما أن الحكومة الانتقالية تعمل على استعادة مكانة السودان في المجتمع الدولي، مما يفتح آفاقاً لتطوير الجيش في التدريب والتسليح.
نرغب في تحويل الحدود المشتركة مع إثيوبيا إلى مساحة للتنمية، لكننا نؤكد حقنا في هذه الأرض وفقاً للمواثيق الدولية.
وقد شارك في الاحتفالات عدد من أعضاء مجلس السيادة ووزراء الحكومة الانتقالية، مما يعكس الوحدة والتضامن الوطني.
الشرق الأوسط








