Register To WDS
محمد مصطفى حسن الكنانيمقالات رأي

استكشف أسرار المقاتلة الفرنسية “رافال”: كل ما تحتاج معرفته!

محمد الكناني

التصميم والإيروديناميكية:

تعتمد مقاتلة الرافال في هيكلها على استخدام 70% من المواد المركبة، مثل ألياف الكربون والبلاستيكات اللادنة حراريًا، والتي تسهم في تقليل البصمة الرادارية. كما تم تكامل باقي مكوناتها باستخدام سبائك الألمنيوم والليثيوم ذات الوزن الخفيف لتسهيل تدفق الهواء، بالإضافة إلى استخدام التيتانيوم في الحواف الأمامية.

تم تصميم الأنف بشكل مدبب وقنوات دخول الهواء لتكون دائرية من الخارج، مما يقلل من البصمة الرادارية إلى أدنى حد. يشمل التصميم أيضًا استخدام الأسطح المسننة “Sawtooth Design” لتشتيت موجات الرادار، مما يجعل من الصعب على الرادارات اكتشافها.

كما تم استخدام الطلاء الماص لموجات الرادار المعروف باسم “Radar Absorbing Material RAM” على فتحات دخول الهواء، مما يزيد من فعالية التصميم. يعتبر هذا الطلاء عرضة للتآكل بسبب عوامل الجو، ومن المهم إعادة طلائها بشكل دوري.

الخصائص الفنية:

تم طلاء قمرة القيادة بالذهب لتقليل البصمة الرادارية، مما يجعل تصميم الرافال واحدًا من أفضل التصميمات في هذا الجوانب، حيث تقل مساحة مقطعه الراداري إلى حوالي 0.1 – 0.2 متر². ومع ذلك، قد تزيد البصمة الرادارية عند إضافة أسلحة أو حمولات خارجية.

تستطيع الرافال تحمل ضغط جوي يصل إلى 11 G، وهو ما يعكس متانة تصميمها، ولكن ينبغي مراعاة قدرة الطيار على التحمل في ظل الظروف الصعبة.

المحركات الخاصة بالرافال تتمتع بقناتي تبريد للحد من الانبعاثات الحرارية، بالإضافة إلى أنها تعمل بهدوء مقارنة بمحركات المقاتلات الأخرى. كما تتميز هذه المحركات بعدم انبعاث الدخان، مما يقلل من فرص كشفها بسهولة.

علاوة على ذلك، تم تصميم المحركات بشكل منفصل لتفادي انتقال النيران من محرك لآخر في حالة الطوارئ، مما يعزز من أمان الطائرة أثناء الطيران.

تعتبر المقاتلة رفالي واحدة من أكثر الطائرات الفوز بحظوظ البقاء والنجاة في الأجواء القتالية. وجود محركين بدلاً من محرك واحد يضمن الأمن، فإذا تعرض أحدهما للإصابة، يواصل الآخر العمل بالتعاون مع نظام الطيران بالسلك المعروف بـ Fly-By-Wire، مما يساعد في الحفاظ على توازن المقاتلة ومنعها من السقوط بفضل التحكم المحسن. هذا يعزز قدرتها على استكمال المهمات بأمان.

نظام مقعد الطيار في الرفال مائل بزاوية 29°، مما يقلل الضغط الجوي على الطيار، خلافًا للمقاعد التقليدية التي قد تؤدي إلى فقدان الوعي بسبب الضغط شديد. هذا التصميم يوفر تجربة أفضل للطيارين ويدعم رضاهم أثناء الطيران.

عندما نناقش الأداء العام للرفال، نجد أنه يعتمد على رقمين رئيسيين:

  • أقصى معدل دوران فوري: حوالي 28 درجة/ث، مما يوفر لها زاوية هجوم ممتازة، متساوية تقريباً مع الميراج 2000، من بين المقاتلات الرائدة في هذه الفئة.
  • أقصى معدل دوران مستمر: يصل إلى حوالي 23 درجة/ث، وهو أقل من الإف 16 والميج 29، ولكنه يتفوق على الإف 15.

أما فيما يتعلق بمعدل الدفع/الوزن، فإن الرفال تتمتع بمعدل يفوق 1، مما يعزز قدرتها على المناورة. كما أنها تُظهر أداءً متميزًا عند السرعات المنخفضة، وهو ما يُعتبر نقطة ضعف في طائرات ذات تصميمات الأجنحة الدلتا. تم حل هذه المشكلة بفضل وجود الجنيحات الأمامية بزاوية 45°.

علاوة على ذلك، تتمكن الرفال من أداء مناورة Loop، أو الالتفافات الرأسية، بسرعة تصل إلى 30 كم/ساعة، وهي أقل من سرعة الانهيار التي تبلغ 120 كم/ساعة. بفضل نظام الطيران بالسلك، يظهر الأداء الرشيق للمقاتلة في المناورات الجانبية حتى عند السرعات القليلة.

أنظمة الملاحة

تتميز الرفال بسهولة استخدامها بشكل كبير، مما يسهل على الطيار الوصول إلى الأغراض المطلوبة وتقليل الوقت المستغرق لإنجاز المهام القتالية. تُجهز الكابينة بما يلي:

  • عصا تحكم مخصصة على جانب مقعد الطيار، مما يسهل التحكم في وجود ضغط جوي قوي.
  • وحدة معالجة بيانات تركيبة MDPU، التي تعتبر كمبيوتر مهام سريع يعمل على معالجة إلكترونيات الطيران.
  • شاشة العَرْض الشفافة Head-up Display HuD، تعرض الخرائط الأرضية والصور الحرارية دون الحاجة لخفض مستوى نظر الطيار.
  • أنظمة شَبَكَات رقمية لتواصل بين مكونات المقاتلة.
  • نظام مراقب لكفاءة البدن والمحرك مع تكامل معدات الاختبار.
  • أنظمة ملاحة رقمية باستخدام GPS، بالإضافة إلى أنظمة ملاحة راديوية ورسم خرائط إلكترونية.
  • أنظمة اتصالات VHF/UHF متعددة القنوات مع وصلات مؤمنة ضد التشويش.
  • خوذة متطورة Gallet LA100، بخفة الوزن ومنظومة أكسجين محسنة.

* سيتم لاحقًا إضافة شاشة عرض البيانات الشفافة للخوذة، ولكن لم يتم إدراجها بعد بسبب عدم الحاجة الملحة. حيث قادر الطيارون على توجيه جميع الأسلحة والذخائر في جميع الاتجاهات بزاوية 360° من خلال نظام الحرب الإلكترونية المتقدم “سبكترا SPECTRA”.

أنظمة الاستشعار والرصد

يتضمن النظام الراداري المتطور AESA RBE2 من إنتاج شركة تاليس، ويتميز بقدرته على البحث والتتبع في وقت واحد، مما يعزز من فعالية العمليات الجوية ويزيد من دقة المهام القتالية.

يمتاز النظام بقدرته على تتبع 40 هدف في آن واحد، مع الاشتباك مع 8 منها. كما أنه مزود بنظام أوتوماتيكي لتحديد وتصنيف الأهداف وترتيبها وفقًا لمستوى الخطورة. يتمتع النظام أيضًا بميزة كشف الأهداف الطائرة التي تتواجد أسفل مستوى المقاتلة، مما يتيح إصابتها في عمليات Look Down / Shoot Down.

واحدة من أبرز ميزات الرادار هي نمط الطيران الأوتوماتيكي خلال مهام الاختراق العميق على ارتفاعات منخفضة، وهو ما يعرف بـ Deep Low-Level Penetration. يوفر النظام نمط تتبع تضاريس آلي يساعد في تجنب المخاطر، ويعتمد على نظام التحكم الأوتوماتيكي AFCS، مما يمنح المقاتلة قدرة على الطيران بسرعات وأعماق منخفضة (أقل من 30 مترًا). ويتيح لها إجراء هجومًا دقيقًا بشكل كامل بدون أي تدخل بشري.

هناك نمطين للملاحة يمكن الاختيار بينهما:

  • نمط التتبع الرقمي للتضاريس: يمنح قدرة المناورة فوق التضاريس المختلفة، معتمداً على خريطة ثلاثية الأبعاد مخزنة مسبقًا.
  • نمط التتبع الراداري للتضاريس: يضمن سلامة الطيران خلال الضربات الأرضية أو الانسحاب، حيث يقوم الرادار بمسح التضاريس قبل الاقتراب من الهدف.

يتضمن الرادار أيضًا تقنية رسم الخرائط عالية الدقة (SAR) وقدرة تتبع الأهداف الثابتة (FTT) والبحث على سطح البحر. كما يملك خاصية مقاومة التشويش الالكتروني (ECCM) ونظام تعريف العدو والصديق (IFF).

من أبرز مزايا الرادار هو قدرته على العمل لمدة 10 سنوات دون الحاجة إلى صيانة كبيرة، مما يقلل من استهلاك الطاقة والكشف بواسطة المستشعرات.

نظام الكشف والتعقب OSF Optronique Secteur Frontal:

(1) نظام IRST Infrared Search & Track للكشف وتعقب الأهداف الجوية، حيث يمتاز بمدى راصد يتجاوز 100 كم ويعمل ككاميرا تصوير حراري. في إحدى التجارب، تمكن من تحديد طائرة C-130 من مسافة 40 كم وسط ظروف جوية صعبة.

(2) كاميرا ذات نظام تصوير ثلاثي الأبعاد مع لاقط CCD-TV Camera بخاصة تصل إلى 50 كم.

(3) نظام قياس المسافات بالليزر LRF، بمدى 33 كم.

يتيح نظام OSF للمقاتلة إطفاء الرادار والاعتماد على الرصد الحراري، مما يساعد على دخول منطقة تنفيذ المهام دون انبعاثات رادارية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن توجيه الذخائر بدون تشغيل الرادار بفضل ربط النظام مع باقي العناصر في التشكيل عبر وصلة البيانات.

تعمل الكاميرا في زاوية ثابتة تصل إلى 60°، بينما يمكن لنظام IRST الدوران حتى 90° لزيادة فعالية رصد الأهداف.

يمكن استخدام الـOSF بشكل مستقل كمنظومة رصد حراري وكهروبصري، أو يمكن ربطها مع منظومة الحرب الإلكترونية SPECTRA.

حاضن الاستطلاع المتطور AREOS من الجيل الجديد يوفر قدرات تصوير في جميع الأوقات، سواء ليلًا أو نهارًا، في مختلف الظروف الجوية. يتميز هذا الحاضن بقدرته على العمل من ارتفاعات عالية إلى منخفضة، بالإضافة إلى سرعات فوق صوتية. يتضمن لواقط كهروبصرية وحرارية ذات دقة عالية، وسيتم دمجه ضمن حزمة تطوير F3R.

* يشكل حاضن التهديف Talios أحدث تطور في تكنولوجيا التهديف، ويعتبر البديل المستقبلي لحاضن التهديف الشهير “داموكليس Damocles”. يعمل هذا الحاضن مع مختلف أنواع المقاتلات، وسيلتحق أيضًا بحزمة تطوير F3R.

– يشتمل الحاضن الجديد على نظام متكامل يهدف إلى الرصد والتهديف والاستطلاع في سياقات متعددة:

(1) في مهام الجو-الأرض، يوفر الحاضن نظامًا للرصد والتهديف بعيد المدى، مع استطلاع للأهداف الصغيرة في المدى المتوسط. يمتلك القدرة على إطلاق وتوجيه ذخائر وصواريخ موجهة باستخدام أشعة الليزر، الأشعة تحت الحمراء، والكاميرات الكهروبصرية. يتمتع أيضًا بنظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية وجهاز قصور ذاتي (GPS/INS). يملك نظام استشعار حراري بالأشعة تحت الحمراء عالي الدقة (3-5 ميكرون) للتصوير والرصد في الليل، بالإضافة إلى استشعار تليفزيوني بالألوان عالي الدقة للتصوير النهاري. كما يحتوي على كاميرا تصوير حراري قصيرة الموجة (1.4-3 ميكرون) لتحسين الرصد عند الغروب، وحزمة من مستشعرات الليزر لتحديد وإرشاد الأهداف، وتتبعها، وقياس المسافات.

(2) في مهام الجو-جو، يتيح الحاضن القدرة على تصوير وتعريف الأهداف الجوية باستخدام تقنيات كهروبصرية وحرارية.

(3) يوفر الحاضن وصلة بيانات آنية لتسهيل الاتصال وبث البيانات في الأنماط الجو-جو والجو-الأرض. يغطي هذا النظام جميع مهام الاستطلاع والاستخبارات، بالإضافة إلى مهام القصف العميق والقتال الجوي والدعم الجوي القريب. كما أنه مصمم أيضًا لتنفيذ تقييم الأضرار بعد الضربات الجوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى