Register To WDS
محمد مصطفى حسن الكنانيمقالات رأي

اكتشف الأسرار الخفية لطائرة رافال الفرنسية!

محمد الكناني

طائرة الرافال

تُعتبر الرافال مقاتلة مُتعددة المهام ذات جناح دلتا ومحركين، تقوم على أحدث التقنيات المتطورة. تم تطويرها من قِبل “شركة داسو لصناعات الطيران” الفرنسية، المشهورة بإنتاج مقاتلات مثل Super Mystère وMirage 5. بدأ تطوير الرافال في الثمانينيات، وكانت الخدمة الفعلية لنموذج Rafale F1 عام 2004، مخصصًا للمهام الجوية فقط. أما النموذج Rafale F2 فقد أُدخل الخدمة عام 2006 ليتمتع بقدرات جو-أرض، تلاه النموذج F3 في عام 2008 الذي أضاف قدرات الاستطلاع والهجوم البحري.

الرافال ليست مجرد مقاتلة، بل تمثل طائرة تتمتع بقدرة فريدة وموسعة لتلبية مجموعة متنوعة من المهام. الكلمة “Rafale” باللغة الفرنسية تعني “عصفة” أو “دفعة من النيران”، مما يعكس قدرتها الديناميكية.

تُعرف شركة داسو الرافال بلقب “مقاتلة كل المهام” Omnirole Fighter، نظرًا لقدرتها على تأدية عدة مهام خلال الطلعة الجوية. تشمل المهام التي يمكن أن تقوم بها الرافال:

  • الدفاع الجوي / السيادة الجوية
  • فرض الحظر الجوي
  • إختراق العدو من ارتفاعات منخفضة
  • الإستطلاع
  • الدعم الجوي القريب
  • التهديف الديناميكي
  • الضربات الجوية الجراحية ضد الأهداف الأرضية
  • الهجوم البحري
  • الردع النووي
  • الإمداد الجوي بالوقود

تستفيد الرافال من نظام القيادة المتطور الذي يمكّنها من معالجة البيانات بسرعات عالية وتوظيف المعلومات المتاحة من جميع مستشعراتها بفعالية. هذه القدرات المتميزة تجعلها تتفوق على العديد من المقاتلات الأخرى.

تتماشى رؤية تطوير الرافال مع العقيدة الفرنسية التي تهدف إلى إنتاج طائرة متكاملة قادرة على الإقلاع من القواعد الجوية والحاملات البحرية، وزيادة كفاءتها بالمقارنة مع المقاتلات من الأجيال المختلفة، وصولًا إلى الجيل السادس. يتضمن التخطيط الفرنسي أيضًا مشاريع تطوير مستقبلية مثل F3R التي أُدخلت الخدمة في نهاية عام 2019، والجيل الجديد F4 المتوقع تطبيقه في عام 2025، مما يضمن استمرار تميز الرافال كطائرة رئيسية للقوات الجوية والبحرية الفرنسية حتى عام 2040.

تتميز الرافال أيضًا بخصائص انخفاض البصمة الرادارية، مما يجعلها أكثر فعالية في العمل في بيئات معقدة مقارنةً بمقاتلات الجيل الرابع والخامس.

تتمتع هذه المقاتلة بقدرة هائلة على الهجوم الصامت، مما يمكنها من تنفيذ عمليات صمت وتدمير الدفاعات الجوية، مما يُعزز قدراتها على اختراق العمق المعادي. يعود ذلك جزئياً إلى الحزمة المتقدمة من مستشعرات الرصد والحماية الإلكترونية التي تمتلكها.

التعاقدات:

تشمل العقود التي أبرمتها كل من الدول المعنية، حيث تتعاقد وزارة الدفاع الفرنسية على 180 مقاتلة، منها 132 للقوات الجوية و48 للقوات البحرية، وتم تسليم 150 مقاتلة حتى عام 2019.

مصر، أول زبون أجنبي للمقاتلة، قامت بالتعاقد على 24 مقاتلة في فبراير 2015، كما يُجرى التفاوض للحصول على 12 إلى 24 مقاتلة إضافية.

أما قطر، فهي ثاني زبون للمقاتلة، حيث تعاقدت على 36 مقاتلة، تشمل 24 في مايو 2015 و12 أخرى في نهاية 2017.

الهند تأتي في المرتبة الثالثة ضمن قائمة الزبائن، حيث تعاقدت على 36 مقاتلة في سبتمبر 2016 مع خيار مستقبلي لشراء 36 مقاتلة إضافية.

المواصفات الفنية:

تبلغ تكلفة المقاتلة 110 مليون يورو من خط الإنتاج بدون أي إضافات أخرى.

يتراوح طول المقاتلة حول 15.27 متر، مع مسافة بين أطراف الأجنحة تصل إلى 10.8 متر.

تظهر مواصفات الوزن، حيث يبلغ الوزن الفارغ 9.5 طن في النسخة C ذات المقعد الواحد و10.3 طن في النسخة B ثنائية المقعد، بينما النسخة M الخاصة بحاملات الطائرات تزن 10.6 طن.

الوزن مع الحمولة يصل إلى 14.01 طن، بينما الحد الأقصى عند الإقلاع هو 24.5 طن للنسخة C و22.2 طن للنسخة M.

تُزود هذه المقاتلات بمحركين نفاثين من طراز Snecma M88-4E، مما يُسهم في تقليل الانبعاثات الحرارية بنسبة كبيرة. كل محرك يمتلك قوة دفع تصل إلى 11.25 ألف رطل، وبمساعدة الحارق اللاحق تصل القوة إلى 17.5 ألف رطل، كما تتيح خاصية السوبر كروز الوصول إلى سرعات فوق صوتية دون استخدام الحارق اللاحق.

حمولة الوقود تتباين لتكون 4.7 طن في الخزانات الداخلية للنسخة C بينما تعتبر 4.4 طن للنسخة B، والحمولة الخارجية تصل إلى 6.7 طن.

تستطيع المقاتلة حمولة أسلحة تصل إلى 9.5 طن موزعة على 14 نقطة تعليق للنسخة الجوية و13 نقطة للنسخة البحرية.

أقصى سرعة تُحققها المقاتلة هي 2200 كم/ساعة على ارتفاعات كبيرة و1390 كم/ساعة على ارتفاعات منخفضة، فيما يبلغ المدى الأقصى 3700 كلم مع خزانات الوقود الإضافية.

ترتفع المقاتلة إلى سقف يبلغ 15.24 ألف متر، وتحقق معدل تسلق يبلغ 305 متر/ثانية، مع قدرة تحمل تصل إلى 9+ مرات من قوة الجاذبية الأرضية.

نسخ المقاتلة:

تركز النسخة Rafale C على الطيران للقوات الجوية بمقعد واحد، بينما النسخة Rafale B تأتي بمقعدين لتلبية احتياجات متعددة.

تختص النسخة Rafale M بالقوات البحرية، بينما النسخة Rafale EM تُستخدم من قبل القوات الجوية المصرية، حيث يشير الحرف E إلى التصدير وM إلى مصر.

تعتبر النسخة Rafale DM النسخة ثنائية المقعد الخاصة بالقوات الجوية المصرية، حيث تشير الحرف D إلى Dual وM لمصر.

* تجدر الإشارة إلى أن النسخة المصرية لا تمتلك القدرة على القصف النووي، نظراً لعدم كون مصر دولة نووية مثل فرنسا أو الهند.

* تم تزويد النسخة المصرية بأنظمة اتصالات وملاحة مخصصة للقوات المسلحة المصرية، حيث تم استبدال الأنظمة الخاصة بدول حلف الناتو. توفر أيضاً المقاتلات خاصية الإمداد بالوقود جواً بين الطائرات Buddy-Buddy Refueling.

* تحاكي النسخة المصرية النسخة الفرنسية في معظم التجهيزات والتسليح، وهي تحت معيار F3.4+ الذي دخل الخدمة في 2015، وتخطط للحصول على التطوير F3R بعد تطبيقه على النسخة الفرنسية.

* تعمل الرافال المصرية ضمن السرب رقم 34 المعروف باسم “الذئاب الوحشية” والذي يتبع اللواء الجوي رقم 203 “العاصفة”، وقد تم اختيار عيني البومة لتصميم بادج اللواء كرمز لقدرة الرافال على الكشف والتوجيه.

تتميز الرافال بقدرتها على الرؤية في زوايا 360 درجة، تمامًا كما تتحرك رأس البومة في جميع الاتجاهات. تُسمى هذه الطائرة بـ “الموت الصامت Silent Death” نظرًا لفعاليتها في العمل ليلاً مع بصمة رادارية وحرارية وصوتية منخفضة للغاية. تُشبه الرافال البومة، التي تسجل رؤية ليلية استثنائية، تمكنها من الانقضاض على فريستها بصمت. يشمل ذلك ريشها الناعم الذي يضمن عدم إصدار أي صوت أثناء الطيران، مما يعني نهاية محتومة وصامتة للفريسة.

تفاصيل التطوير F3R الجديد:

يُعتبر صاروخ Meteor جو-جو متوسط-بعيد المدى هو الأهم في حزمة التطوير الجديدة، حيث يتيح للطائرة الاشتباك مع الأهداف الجوية على مسافات تتجاوز الـ100 كم، وبسرعة مذهلة تصل إلى 4 ماخ (4880 كم/س) مع تقنية “إطلق وإنسى Fire & Forget”. بجانب صواريخ Mica EM الرادارية بمدى أقصى 80 كم وMica IR الحرارية بمدى 60 كم، الموجودتين بالفعل ضمن أسلحة الطائرة الحالية.

سيتضمن التطوير حاضن الرصد والتتبع والملاحة الحراري/البصري والتهديف بالليزر طراز “تاليوس TALIOS”، ليحل مكان الحاضن الحالي “داموكليس DAMOCLES”، حيث ستكون القوات الجوية المصرية أول عميل أجنبي يتعاقد على هذا النظام مع نظيرتها الفرنسية.

ستشمل التحديثات أيضًا قنابل AASM INS/GPS المُزودة بحزمة الملاحة بالقصور الذاتي والقمر الصناعي، والتي يمكن استخدامها مع مستشعر الليزر للمرحلة النهائية لضرب الأهداف المتحركة بمدى يصل إلى 60 كم. بالإضافة إلى دمج قنابل GBU-16 الأمريكية الموجهة بالليزر، التي تزن 500 كجم وتصل مداه إلى 15 كم.

سيتم تحسين نظام التعرف على العدو والصديق IFF ليشمل نمط العمل الجديد Mode 5/S، بينما ستحصل حزمة الحماية الإلكترونية SPECTRA على قدرات جديدة تتعلق بالحرب الإلكترونية. كذلك، سيتلقى الرادار RBE2-AESA تحديثات ستتيح له العمل بأقصى كفاءاته.

ستُضاف أيضًا نظام SAASM أو “Selective-Availability Anti-Spoofing Module”، الذي يعد بتوفير فك تشفير بيانات GPS العسكرية بزيادة دقة التتبع حتى في بيئات التشويش.

أما النسخة البحرية من الرافال، فستحصل على حاضن جديد للتزود بالوقود جواً، مما سيسمح بتحسين كفاءة تدفق الوقود مقارنة بالجيل الحالي. تُعد الرافال المصرية الوحيدة التي تستخدم هذه المنظومة الخاصة.

تفاصيل التطوير F4 لعام 2025:

سيتم توفير وصلة بيانات Data-link جديدة، أكثر تطورًا، لتبادل المعلومات والصور مع المنصات القتالية عبر قنوات اتصال مشفرة وآمنة. ستمكن هذه التحسينات من التواصل الفعال مع محطات القيادة والسيطرة الأرضية، مما يسهل اتخاذ القرار في العمليات الجوية بعيدة المدى.

سيتم تحسين محرك Snecma M88-4E بزيادة قوة الدفع من 11.25 ألف رطل حاليًا إلى 17.5 ألف رطل باستخدام الحارق اللاحق، مما يتيح له أداءً أفضل في ظروف الارتفاعات الشاهقة. سيتم تحديث أنظمة التبريد والموارد المستخدمة لتقليل الانبعاثات الحرارية وزيادة الكفاءة.

سيتم دمج نظام IRST Infrared Search & Track جديد ضمن منظومة الكشف والمعروفة باسم “OSF”، مما يعزز قدرات الكشف والتعقب.

سيحصل رادار AESA RBE2 المتطور على موديولات محسّنة بمواد نتريد الغاليوم والتي توفر أداءً فائقًا ضد أنظمة التشويش، ومن المتوقع أن يكتمل هذا التطوير مع المعيار F4.

وأخيرًا، سيتم أيضًا تطوير ذخائر جديدة مثل الصاروخ MICA-NG الراداري الأكثر دقة، الذي سيوفر مدى أبعد من 80 كم، والتي ستضيف المزيد من الأسلحة المتطورة إلى ترسانة الرافال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى