
في تحليل شامل نشره إيشان ثارور في صحيفة “واشنطن بوست”، تم تسليط الضوء على الهزيمة الواضحة للولايات المتحدة في أفغانستان والتي تمتد عبر عقود، حيث كانت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تخفي واقع الخسارة في الحرب، بينما كان القادة في البيت الأبيض والجيش يسعون “لإخفاء الأخطاء”.
ثارت حالة الانهيار السريع في أفغانستان دهشة العديد من المراقبين، إذ تمكنت قوات طالبان من السيطرة على معظم المناطق خلال أشهر الصيف الحار، مستوليةً على المراكز الإقليمية في شمال وغرب البلاد مع انحسار مقاومة الحكومة. وقد أظهرت الوضعية استسلام جنود الجيش الأفغاني أو ترك مواقعهم دون أي مقاومة.
أشار ثارور إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن حاولت توحيد الجهود الإقليمية من جيران أفغانستان إلى الاتحاد الأوروبي، روسيا والصين، لتشكيل جبهة دبلوماسية متماسكة في محادثات الدوحة مع طالبان، مشدداً على جهود تأمين السفارة الأمريكية والتخطيط لإجلاء محتمل.
تؤكد تقديرات الاستخبارات الأمريكية أن الانهيار السريع لقوات الأمن الأفغانية قد يعني أن استيلاء طالبان على كابول قد يستغرق شهوراً قليلة، أو حتى أسابيع.
تزامن نجاح هجمات طالبان مع انسحاب آخر مفارز القوات الأمريكية وقوات الناتو، حيث كان البيت الأبيض قد حدد موعد الانسحاب ليوافق الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر.
على مدى الأسابيع الماضية، دافع البيت الأبيض عن قراره بإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان، وهو هدف سعى إليه أيضاً الرئيس السابق دونالد ترمب، وقد لاقى تأييداً من غالبية الأمريكيين كخطوة ضرورية.
ويشير مقال “واشنطن بوست” إلى أن الأعداد القليلة من القوات الأجنبية المتبقية لم يكن بمقدورها عرقلة تقدم طالبان، ومع الانسحاب المعلن، أدرك بايدن أن الوجود العسكري الأمريكي قد أصبح مصدراً لزيادة نفاد الصبر.
وخلص الكاتب إلى أن الإدارات الأمريكية المتواترة كانت تدرك صعوبة هزيمة طالبان، لكنها اختارت إخفاء هذه الحقيقة.
إلى جانب ذلك، أظهرت الوثائق الحكومية الأمريكية أن “الدولة الأفغانية” المدعومة من الولايات المتحدة كانت ضعيفة ومليئة بالفساد، ومع ذلك، اعتبرت الإدارات أن “التشويش” دون خطة استراتيجية واضحة أفضل من الاعتراف بالهزيمة.








