Register To WDS
الأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الدولية

“تحليل أسباب انهيار الجيش الأفغاني أمام طالبان بعد التدريب الأمريكي”

انهارت قوات الجيش الأفغاني المكونة من 300 ألف جندي بشكل مفاجئ أمام حركة “طالبان”، مما أثار تساؤلات ودهشة على مستوى العالم بعد انسحاب القوات الأمريكية. على الرغم من الاستثمارات الكبيرة التي تجاوزت مليارات الدولارات من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية لتدريب وتأهيل هذه القوات، كانت النتائج مفاجئة.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “تلغراف” البريطانية، فإن الغرب استثمر مبالغ ضخمة في بناء القوات الأفغانية على مدى الخمسة عشر عامًا الماضية، حيث أنفقت أمريكا وحدها 88 مليار دولار لتمكين الحكومة الأفغانية من الاعتماد على نفسها في مواجهة “طالبان” وهو ما أتاح لحلف الناتو الانسحاب النهائي. ومع ذلك، فإن هزيمة البرلمان الأفغاني جاءت بشكل سريع وغير متوقع حتى لعناصر حركة “طالبان” أنفسهم.

تسبب هذا الفشل الذريع في صدمة وإحباط في نفوس الأفغان وداعميهم.

غياب استراتيجية الحرب

العقيد إدريس عطاي، أحد قادة الجيش الأفغاني، صرح بعدم رؤية أي استراتيجية واضحة للحرب، مشيرًا إلى أن القوات تم استخدامها بشكل غير صحيح في السنوات الماضية. كما انتقد تعيين قادة غير مؤهلين، مما أدى إلى الوضع المأساوي الحالي. وأضاف أنه يشعر بالغضب إزاء قرار الغرب بالتفاوض مع حركة “طالبان”، معتبرًا أن ذلك يكافئ الإرهابيين الذين قضى عمره في محاربتهم.

وقال عطاي: “لقد خضنا الحرب جنبا إلى جنب مع الأجانب، واعتقدنا أن طالبان إرهابيون. قاتلناهم لعشرين عامًا، لكن الاتفاقات معنوية جديدة منحوا الشرعية لمن كانوا خصومًا لنا”.

الفساد وعدم الكفاءة

أوضح التقرير أن الفساد المتفشي والقيادة الضعيفة كان لهما تأثير مدمّر، حيث عانى الجنود من نقص في الرواتب، الطعام، والذخائر، بالإضافة إلى الرعاية الطبية. اللواء البريطاني السابق تشارلي هربرت، الذي كان يعمل مستشارًا للجيش الأفغاني، أشار إلى أن ذلك أثر على المعنويات القتالية للجنود.

أضاف هربرت: “في النهاية، كانت محاولتنا جعل هذه الحرب حربنا، وليست حربهم، نهجًا خاطئًا كان يجب التركيز على دعم القوات الأفغانية بشكل أفضل منذ البداية”.

انسحاب القوات الأجنبية السريع

وبينما أشار النائب البريطاني توم توجندهات، الذي خدم في أفغانستان، إلى أن الانسحاب السريع وحرمان القوات الأفغانية من الدعم الجوي لقدرات الناتو أدى إلى تفكيك بنيتهم القتالية. واصفًا الأمر بأنه كالتدريب على القتال ثم تعصيب الأعين قبل المواجهة النهائية.

وزير التعاون الدولي البريطاني روري ستيوارت، أشار إلى أن سحب الدعم الجوي كان له آثار مدمرة على الجيش الأفغاني، مضيفًا أن الغرب فعلاً كسر هيئة الجيش بشكل مريع وبسرعة.

بايدن: إحباط ولكن لا ندم

تقارير صحفية سابقة كشفت عن إحباط متزايد بين المسؤولين الأمريكيين بعد عجز القوات الأفغانية عن مواجهة “طالبان” التي حققت تقدمًا سريعًا، رغم الإنفاق الضخم على تدريب الجيش الأفغاني على مدى عقدين. أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إنفاق أكثر من ترليون دولار في 20 عامًا لتدريب وتجهيز أكثر من 300 ألف جندي أفغاني.

المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أكدت أن بايدن يعتقد أنه يجب على القوات الأفغانية الاستفادة من التدريب الذي تم تقديمه لهم.

تظهر الساحة الأفغانية تحولاً سريعًا، حيث تشتد المعارك بين الحكومة ومقاتلي طالبان. الحكومة تواجه تحديات كبيرة نتيجة للتقدم الملحوظ الذي حققته الحركة، إذ تمكنت من السيطرة على العديد من المناطق الحيوية، بما في ذلك المعابر الحدودية مع طاجيكستان والنقاط الأمنية على الحدود مع إيران وتركمانستان.

ارتفاع المواجهات

تتزايد وتيرة الاشتباكات بين قوات الأمن الأفغانية وعناصر طالبان، مما يثير القلق في الأوساط السياسية والإنسانية. يأتي هذا تصاعد في الإرهاب والفوضى في وقت بدأت فيه القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) انسحابها الكامل، المتوقع أن يكتمل بحلول 11 سبتمبر/ أيلول المقبل.

في خضم هذه الأحداث الدامية، تعرب الإدارة الأمريكية عن عدم تحملها لـ“الشعور بخيبة الأمل” الناتج عن نتائج العمليات العسكرية للجيش الأفغاني، مما يزيد من ضغطها على الحكومة الأفغانية لتوليد استراتيجيات جديدة لمواجهة هذا التحدي المتنامي.

تبذل جهودًا مستمرة من قبل المجتمع الدولي لرصد الوضع وتقديم الدعم المحتمل، بينما تظل أفغانستان تعيش حالة من uncertainty، مما يعيق تقدمها ويزيد من معاناة المواطنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى