
ترجمة خاصة – رماية
دخلت مقاتلة “ميراج 2000” ذات المحرك الواحد والخفة الخدمة في القوات الجوية الفرنسية عام 1984، بعد ست سنوات من أول رحلة لها. تم تطويرها بدءًا بالتزامن مع “ميراج 4000″، التي كانت تهدف لتكون مشابهة لمقاتلة “إف-15″، ولكن تم إنهاء المشروع نظرًا للقيود المالية وقلة الاهتمام الدولي.
رغم أن تكلفة “ميراج 2000” كانت أعلى من “إف-16″، بسبب ضعف كفاءة الدفاع الفرنسي وحجم الإنتاج، فإن “ميراج 2000” كانت مزودة بمحرك بذات القوة المنخفضة مقارنة بـ “إف-16″، علاوة على عدم توفر أسلحة مشابهة لصاروخ “AIM-7 سبارو” المستخدم من قبل المقاتلات الأمريكية.
مع ذلك، استطاعت عدة دول شراء مقاتلات “ميراج” لتنويع أسلحتها، بما في ذلك “القوات الجوية المصرية”.
في عام 1985، استلمت مصر أول دفعة من مقاتلات “ميراج” التي تضم 14 طائرة. وتشير المعلومات إلى أن إجمالي ما حصلت عليه مصر بلغ 17 طائرة، مما جعلها أصغر عميل لمقاتلة “ميراج 2000”.
يُعتقد أن السبب وراء عدم طلب مصر المزيد من مقاتلات “ميراج 2000” هو أن “إف-16” كانت متاحة بتكلفة أقل، وكونها جزءًا من معونات أمريكية سنوية تفوق مليار دولار.
بينما تعتبر مقاتلات “إف-16” عمومًا أكثر تطورًا، فإن النسخ التي تم بيعها لمصر كانت ذات قدرات محدودة، ولم تتضمن ذخائر حديثة، مما منح “ميراج 2000” ميزة كفاءة أكبر في القوات الجوية المصرية.
منذ عام 2014، بدأت القوات الجوية المصرية في تعزيز أسطولها وتحديثه بشكل كبير، وهو ما كانت البلد تفتقر إليه في السابق.
أتت هذه التطورات بعد الهجوم غير المتوقع من حلف شمال الأطلسي على ليبيا، وبعد الإطاحة بالحكومة الموالية للغرب في 2013، مما تسبب في تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة وأدى إلى توقف مصر عن شراء الطائرات الأمريكية التي اعتمدت عليها لعقود.
بعد التقليل من الاعتماد على “إف-16″، حصلت مصر على طائرات جديدة من الجيل “4+”، بما في ذلك مقاتلات فرنسية خفيفة من طراز “رافال” ومقاتلات روسية مثل “ميغ-29M” و”سو-35″. هذه الطائرات مزودة بأحدث الصواريخ ومنها “آر-77″ و”آر-73” والصاروخ “آر-37M”، بالإضافة إلى “ميكا” المستخدم مع “رافال”.
حُجب تصدير صواريخ “ميتيور” إلى مصر، مما أجبرها على الاعتماد على صواريخ “ميكا” المتوسطة المدى الأقدم عهدًا والأقل قدرة.
مصر تواجه صعوبات في الحصول على الأسلحة الجوية الحديثة بسبب القيود الغربية، حيث حُرمت طائرات “إف-16” من التسلح بصواريخ “AIM-120”، مما أثر على قدراتها الدفاعية بشكل كبير.
لا يزال مستقبل مقاتلات “ميراج 2000” في حالة عدم اليقين. قد تجد مصر نفسها مضطرة إما لإيقاف استخدامها أو لتحديثها بالتزامن مع مقاتلات “رافال”.
بينما لم تقدم الولايات المتحدة صواريخ “AIM-120” لطائرات “إف-16”، فقد قامت فرنسا بتزويد مصر بصواريخ “ميكا”، وقد تتجه نحو تجهيز مقاتلات “ميراج 2000” بها. ورغم أن هذه الصواريخ ليست من الطراز الرفيع، فإنها تمثل تحسنًا ملحوظًا مقارنة بصواريخ “AIM-7”.
بالرغم من قدرة التشغيل البيني لمقاتلة “ميراج 2000” مع “رافال”، قد تختار مصر تقاعد أسطول “ميراج” نظرًا لأعباء صيانة الطائرات وعمرها الطويل، حيث تُعتبر من أقدم طائرات “ميراج 2000” في العالم.
من المحتمل أن تتجه “ميراج” نحو تقاعد مبكر، مع سعي العديد من الدول مثل تايوان والإمارات وقطر واليونان للاستغناء عن أساطيلها الحالية.
ميليتري ووتش








