
ناقشت مجلة “ميلتاري واتش،” المتخصصة في الشؤون العسكرية، الأسباب التي دفعت الجزائر لاختيار المقاتلة الروسية “سو 30” بدلاً من الفرنسية “رافال”.
ذكرت المصادر أن المقاتلة “رافال”، التي تندرج ضمن الجيل الرابع وخفيفة الوزن، مرت بأوقات صعبة، حيث تأخرت في دخول الخدمة بسبب مشاكل التطوير، وهو ما أثر على قدرتها على تحقيق النجاح المطلوب في الأسواق الدولية.
واجهت “رافال” أيضاً صعوبات في المنافسة، حيث خسرت غالبيتها أمام المقاتلة الأمريكية “أف 15” في عدة عقود مع دول مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة والمغرب والإمارات، بالإضافة إلى فوز “أف 18” الكويتية عليها في مناقصات مختلفة.
وفي أوائل القرن الحادي والعشرين، سعت “رافال” لتزويد الجزائر بمقاتلات جديدة، بهدف تحديث أسطولها من طائرات “ميغ 23” الروسية، لكن الجزائر رفضت تلك العروض لأسباب متعددة.
كما أشار المقال إلى أن صفقات “رافال” واجهت تنافساً قوياً من طائرات أخرى متوسطة الوزن، مثل “أف 16”، في الوقت الذي كانت الجزائر تبحث عن مقاتلة أثقل وأكثر قدرة كما كان الحال بالنسبة لكوريا الجنوبية وسنغافورة.
اختارت الجزائر في النهاية المقاتلة “سو 30” الأمريكية، نظراً لكونها أكثر قدرة في عدة جوانب مقارنة مع منافستها.
أوضح المقال أن أحد الأسباب الدافعة لاختيار “سو 30” هو قدرتها على تغطية مساحات شاسعة، حيث تعتبر “رافال” أقل قدرة في هذا الجانب، مما يعد عيباً كبيراً بالنظر إلى المساحة الواسعة التي تغطيها الجزائر.
تمتد المساحة التي تحتاج القوات الجوية الجزائرية لتغطيتها لتغطي تقريباً مناطق عدة دول أوروبية مجتمعة، مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وسويسرا واليونان.
أيضاً، أشار المقال إلى أن محرك “رافال” كان يعاني من ضعف الأداء – مما قلل من مداه وسرعته، مسهلاً بذلك للروس “سو 30” فرصة أكبر للاستجابة السريعة لأي تهديدات خارجية.
عامل آخر ساهم في اختيار الجزائر للمقاتلة “سو 30” هو الخبرة الطويلة في تشغيل الطائرات الروسية، مما يضمن توافق المقاتلات الجديدة مع المعدات الحالية في البلاد.
ذكرت المجلة أن تصاعد التهديدات الخارجية، وخاصة من الغرب بعد التدخل الفرنسي في ليبيا، كان له تأثير كبير على السياسات الجزائرية، حسبما أورد المصدر.
وأضاف المقال: “كان من المفيد للجانب الجزائري الحصول على أسلحة من مصادر موثوقة غير غربية. لطالما قدمت فرنسا معلومات دقيقة حول مواصفات ونقاط ضعف طائراتها المقاتلة، بالإضافة إلى تفاصيل عن الأسلحة الجوية التي تم تسليمها لحلفائها الغربيين، خصوصًا الولايات المتحدة وبريطانيا خلال حرب الخليج عام 1991، وكذلك إلى بريطانيا خلال حرب الفوكلاند”.








