أنور الشرّاد – باحث عسكري
في نهاية السبعينات، بدأ الفرنسيون بتطوير بديل لدباباتهم القديمة AMX-30. وقد بدأت أعمال التصميم في بداية الثمانينات، حيث توصلوا في عام 1986 إلى مشروع الدبابة الجديدة المعروفة باسم “لوكلير”. شهدت تلك السنة اختبار النماذج الستة الأولى، وبدأ الإنتاج الفعلي في أوائل التسعينات لتدخل الدبابة الخدمة في الجيش الفرنسي، ولاحقًا في القوات الإماراتية. منذ البداية، كان الهدف من تصميم الدبابة أن تكون ذات ارتفاع منخفض قدر الإمكان لتناسب الحركة عبر التضاريس الوعرة. كانت هناك حاجة لأبعاد معينة، مثل خلوص الأرض ووزن القوة، حيث تم تقدير أن القوة لكل طن يجب أن لا تقل عن 25 حصان، مما استلزم وجود محرك قوي لتلبية احتياجات التسارع. ولكن، كان على المصممين مواجهة تحديات تخفيض ارتفاع الهيكل أثناء تلبية هذه الاحتياجات. ولذلك، تمت مراجعة خيارات متعددة، بما في ذلك استخدام نظام التلقيم الآلي للمدفع الرئيسي.
يعتبر نظام التلقيم الآلي في الدبابة الفرنسية لوكلير واحدًا من أبرز مميزاتها. يتميز هذا النظام بقدرته على تغذية المدفع أملس الجوف نوع F1 عيار 120 ملم، والذي يختلف تمامًا في تصميمه عن الأنظمة المستخدمة في الدبابات الروسية، ولكنه يشترك في نفس مبدأ التشغيل مع الدبابة اليابانية Type 90. تم تطوير النظام من قبل شركة Creusot-Loire، بينما تقوم شركة Giat Industries بإنتاجه وتوزيعه. يتم تثبيت الملقم في مؤخرة البرج، مما يسهل تغذيته بالذخيرة من الخارج أو من داخل الدبابة، ويتم التحكم فيه بواسطة نظام إلكتروني متطور. تم عزل هذا النظام عن الرامي وقائد الدبابة في مقصورة القتال بواسطة حاجز مدرع محكم، مما يسمح بمعدل إطلاق مرتفع يتراوح بين 10 إلى 12 طلقة في الدقيقة، حسب نوع الذخيرة المتاحة.
تعمل المخازن الخاصة بالذخيرة على شحن 22 قذيفة عيار 120 ملم عبر فتحة تحميل خاصة في مؤخرة البرج. يتم تخزين الذخيرة في خلايا نقل أفقية، مما يسمح بالاختيار من بين خمسة أنواع من القذائف، بما في ذلك أنواع APFSDS (سرعة فوهة تصل إلى 1750 م/ث) وHEAT (سرعة فوهة تصل إلى 1170 م/ث). يتم قراءة باركود الذخيرة المطلوبة بواسطة معالج دقيق، وعند إدخال الذخيرة بدون باركود، يتم تسجيل معلوماتها على لوحة المفاتيح. بالإضافة إلى ذلك، يوجد احتياطي إضافي من الذخيرة قرب موقع السائق، يتم تخزينه في حاوية دائري لإعادة تغذية الملقم الآلي، وتتم عملية التغذية بشكل يدوي سواء من داخل أو خارج الدبابة.
