“سد النهضة: التحدي الكبير وآثارها على الموقف الخليجي”

د. ظافر محمد العجمي – كاتب وأكاديمي كويتي

تُعتبر الممرات المائية شريان حياة رئيسي للدول، سواء كانت بحارًا أو أنهارًا أو قنوات. كانت قناة السويس تعاني من آثار خط بارليف الصهيوني لمدة 8 سنوات، ولإزالة هذه العقبة كان لا بد من اتخاذ إجراءات جذرية. بين عامي 1967 و1973، عجز الجراح الأميركي ويليام روجرز والسوفيتي أندريه غروميكو عن حل هذه المشاكل، مما تطلب تدخلًا جراحيًا سريعًا من الجيش المصري. خلال ست ساعات، دمر الجيش الحصون على طول قناة السويس، مما أعاد تدفق التجارة وأدى إلى إيرادات بلغت 101 مليار دولار.

لكن شريان الحياة الحقيقي لمصر هو نهر النيل، لا قناة السويس. منذ عشر سنوات، بدأت مصاعب سد النهضة تظهر بشكل أكثر وضوحًا، حيث تصاعد التوتر حتى وصل إلى مرحلة حرجة. رفضت أثيوبيا الاتفاق بشأن فترة ملء السد والبالغة 7 سنوات، وأكدت عزمها على إتمام الملء الثاني في موسم الأمطار الجاري، مما يشكل تهديدًا للأمن القومي لمصر والسودان.

** خيار العمل العسكري

يقال في الأمثال الشعبية: “كل شارب وله مقص”، وفي هذه الحالة تعني وجود صراع بين القوات المصرية والسودانية من جهة وتوربينات السد الإثيوبي من جهة أخرى.

1. أدى بدء أثيوبيا في الملء الثاني إلى تضييق الخيارات أمام مصر والسودان بين الاستمرار في الدبلوماسية أو الانخراط في الخيار العسكري.

2. أعلن مجلس الأمن أنه خارج نطاقه، مما يعد تحريضًا على الصراع.

3. تخيب الآمال العربية من الأطراف الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن، روسيا، بريطانيا، فرنسا، وحتى الولايات المتحدة.

** المؤشرات على العمل العسكري

1. لوح المصريون بإمكانية الحرب وقد زادت حدة اللهجة تجاه السودان.

2. أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في 30 مارس الماضي أن حقوق مصر المائية “خط أحمر” يحظر المساس به، محذرًا من أن عدم التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن السد سيؤدي إلى اضطرابات تشمل المنطقة بأكملها.

3. الظروف أصبحت مهيأة لعمل عسكري ضد حكومة آبي أحمد، نظرًا للوضع الداخلي الضعيف وللتوترات الحدودية مع السودان.

4. جرت مناورات عسكرية بين مصر والسودان تحمل أهدافًا هجومية.

5. كانت هناك زيارات مصرية متعددة إلى عواصم صنع القرار، قام بها وزير الخارجية سامح شكري والعاهل المصري، وذلك لرفع العتب عن تبعات العمل العسكري وليس لشرح القضية فحسب.

** التبعات

1. قد يؤدى استهداف السد العسكري إلى تحويل أثيوبيا إلى عدو صريح.

2. قد تنجح العملية، لكنها لن تمنع أثيوبيا من الاحتفاظ بمياه النهر بشكل دائم.

3. يتطلب الأمر تدخلًا عسكريًا واسعًا من القوات السودانية لتحقيق الأهداف المرجوة.