Register To WDS
علي الهاشممقالات رأي

تعرّف على الفروقات بين القوة الجوية: تحليل علي الهاشم لمقاتلتي “سو-35″ و”إف-22”

علي الهاشم – باحث كويتي مختص بالشؤون الدفاعية

نشرت “ناشونال انترست” تقريراً يوضح أن مقاتلة سوخوي “Su-35S” الروسية قد تكون قادرة على التفوق على المقاتلة الأمريكية “إف-22”. ورغم ذلك، يجب أن نفهم أن هناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً هاماً في معركة الطائرات الحربية. الظروف المحيطة وخبرة الطيارين يمكن أن تحدد من يحقق النصر.

لتحديد فرص سوخوي الروسية ضد رابتور “إف-22”، يتعين علينا النظر في الفروقات بين التصميمين. مقاتلة “إف-22” تتمتع بقدرات خفية غير مسبوقة تجعلها صعبة الاكتشاف من قبل رادارات العدو. تصميمها يعتمد على فلسفة تعمل على تقليل بصمتها الحرارية، حيث يتم خلط الهواء البارد مع الهواء الساخن الناتج عن المحرك، مما يؤثر على انبعاث الحرارة.

سيناريو فعالية رادار “APG-77” هو أيضاً موضوع رئيسي يجب الإشارة إليه. فالرادار يعمل على نمطين، مما يمكن “إف-22” من رصد الأهداف على مدى بعيد، مما يتيح لها الاقتراب دون أن تُكتشف ثم الانقضاض على أهدافها بشكل مفاجئ. القدرة على تعطيل رادارات العدو تجعل من هذا النظام مخيفاً للغاية.

تتمتع مقاتلة “إف-22” بخاصية فريدة تميزها عن بقية الطائرات، وهي “First Look, First Shot, First Kill”. حيث تستطيع رصد العدو والإطلاق عليه قبل أن يتم اكتشافها، مما يُشتت حسابات الخصم كلياً. هذه الميزة تبرر لقب “المهيمنة” الذي تُطلق عليها.

مع انهيار الخطر السوفياتي في عام 1991، ترك العالم في حالة من الفراغ في الحروب الجوية. وقد جاء دخول “إف-22” بعد العام 2005، مما جعله ينخرط في بيئة معقدة للغاية. هناك الكثير مما ينبغي النظر إليه عند الحديث عن تفوق أو تنافس الطائرات في السماء.

في عالمنا اليوم، تكثر الصراعات المحدودة والمحصورة بين عصابات وهيئات، وليس بين الدول. مما أدى إلى تباطؤ في وتيرة الطائرات المتخصصة في السيطرة الجوية. ومع ذلك، فإن الطائرة “رابتور” وُلدت بعد تأخير دام عقداً من الزمن، وعلى الرغم من أعدادها المحدودة، إلا أنها واصلت تنفيذ مهام حيوية مثل الاستطلاع والتجسس والمراقبة (ISR). تتمتع “رابتور” بوصلة بيانات متطورة تم تطويرها حديثاً، مما يعزز من قدرتها على توجيه صواريخ جوالة يمكن إطلاقها من غواصات تحت الماء، وهو ما يعزز من قدراتها التكتيكية بشكل كبير.

أما الحادثة المثيرة التي دارت حول مقاتلة “إف-22″، فقد كانت محط اهتمام واسع. خلال مهمة فوق الأراضي السورية في ذروة الحرب هناك، زعمت القيادة الروسية المتواجدة في سوريا أن مقاتلة “سو-35” تمكنت من رصد “إف-22” وإبعادها دون أي قتال. ولكن ما لم يكن لدى الروس علم به هو أن “إف-22” لا تعمل وحدها أبداً، بل دائمًا كزوج من المقاتلات. لذا فإن أي بث راداري من “سو-35” قد يكون تم رصده من قِبل الطائرة الثانية المرافقة. هذا الأمر كان محور اهتمام سلاح الجو الأمريكي منذ فترة، حيث كان يسعى لفهم كيفية عمل رادار “سو-35” IRBIS-E الحديث. وهذه المعرفة قد تعزز من قدرة المقاتلات الأمريكية الشبح مثل “بي-2″، و”إف-22″ و”إف-35” على التفلت من أي مواجهة، مما يرجح كفة “إف-22” على “سو-35” الروسية.

الأستاذ علي الهاشم

الأستاذ علي الهاشم هو باحث كويتي مختص في مجالات الدفاع والطيران. عمل كخبير لمدة 22 سنة في مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية قبل أن يتقاعد. كما كان له عمود أسبوعي متخصص في شؤون الطيران بجريدة القبس الكويتية لمدة 12 سنة، وله مقالات في عدة مجلات علمية ودفاعية. وقام بتجربة اختبار والتحليق على عدة طائرات عسكرية بشكل حصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى