
د. ظافر العجمي
في تأكيد جديد على أهمية الوضع في اليمن، صرح المبعوث الأمريكي الخاص، تيموثي ليندر كينغ، بأن “الولايات المتحدة تعترف بالحوثيين كطرف شرعي في اليمن”. لكنه سرعان ما تراجع ليؤكد أن الوضع المعترف به دوليًا هو حكومة اليمن الشرعية.
يأتي هذا التصريح ليفتح أبواب النقاش حول دوافعه وكيفية قراءته في سياق الخليج. هناك عدة زوايا يمكن النظر من خلالها:
1- يُمكن اعتبار هذه التصريحات دعوة دولية للضغط على الحوثيين لوقف العمليات الهجومية في مأرب.
2- قد يكون ذلك تبادلًا للأدوار السياسية، حيث تشدد أمريكا في بعض الأحيان وتراخي في أحيان أخرى كجزء من استراتيجيتها.
3- يشير ذلك إلى رغبة أمريكية في التعامل مع الحوثيين بشكل مستقل بعيدًا عن النفوذ الإيراني.
4- تصريح يهدف لتخفيف الضغوط عن الحوثيين بعد فرض عقوبات عليهم وتقييد إعلامهم.
5- تواصل اليمن مواجهة أزمة إنسانية حادة، حيث يعتمد حوالي 80% من السكان على المساعدات للبقاء.
تحليل الموقف
1- الموقف الأمريكي يعكس ترددًا وضبابية، وقد أحس الحوثيون بذلك كاعتراف بشرعيتهم، رغم غياب أي رد فعل رسمي منهم.
2- ازدواجية السياسة الأمريكية تظهر جليًا في محاربة جماعات ثم التفاوض معها، مما يعكس تقلبات المصالح.
3- اعتراف أمريكا بذلك لا يعني انتصار الحوثيين بشكل كامل، فالعالم لا يعترف بهم كجماعة كاملة الشرعية.
4- لا يراهن اليمنيون والتحالف على الموقف الأمريكي الحالي، خاصة بعد تجارب سابقة في عهد ترامب.
5- التصريحات أثارت جدلًا أكبر مما تستحق، فهي جاءت في ندوة غير رسمية تناولت الوضع الإنساني في اليمن.
6- ردود الفعل الخليجية كانت سريعة، معارضة لتلك الشرعية التي منحها واشنطن للحوثيين.
7- إذا نظرنا بتفاؤل، يمكن اعتبار الحوثيين كطرف مؤثر، خصوصًا بعد تأكيد الجميع على وجودهم في صنعاء.
الختام
لا تزال إدارة بايدن تُخيب آمال حلفائها الخليجيين، مما يعكس عدم الاعتماد على واشنطن لفترة طويلة في المستقبل.








