“هل تضع الدول العربية خططًا حاسمة للتعامل مع أزمة سد النهضة؟”

سامي أورفلي

تعتبر الموارد الطبيعية ثروة أساسية للدول، حيث يُعد النفط المصدر الرئيس للثروة في العديد من الدول المنتجة. وهذا ما أدى إلى نشوب نزاعات وصراعات، سواء كانت باردة أو قوية، حول السيطرة على هذه الثروة. الدولة المُصدّرة للنفط تستفيد بشكل كبير، مما يمنحها نفوذًا إقليميًا يؤثر في صنع القرارات.

كون النفط موردًا غير متجدّد، بدأت العديد من الدول في البحث عن بدائل مثل الطاقة الشمسية أو المائية لتوليد الكهرباء. يضاف إلى ذلك النزاعات الجيوسياسية التي تتعلق بمصادر المياه، مما يتضح من الصراع الحالي بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة.

تعتبر إثيوبيا دولة نامية تسعى لتحقيق مزيد من المكاسب الإقليمية والدولية لتحسين أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية. فالاسم “سد النهضة” يعكس أهمية هذا المشروع في دعم تنميتها الاقتصادية ودورها المؤثر في المنطقة، خاصة تجاه مصر والسودان، اللتين تعتمدان على النهر في مجالات مختلفة منها الزراعة والسياحة.

يزيد من حدة التوتر بين السودان وإثيوبيا الحشود العسكرية الإثيوبية المتواجدة في محلية الفشقة الحدودية، مقابل التجمعات السودانية في نفس المنطقة، حيث تواصل إثيوبيا تهديداتها لمصر والسودان بالحفاظ على عزمها على ملء السد بأي ثمن عسكري.

مع فشل المفاوضات التي رعاها الاتحاد الأفريقي حتى الآن، لجأت مصر والسودان إلى الدول العربية، برغبة في عقد مؤتمر لجامعة الدول العربية في قطر في 15 حزيران/ يونيو الجاري، لمناقشة مصير السد أمام استمرارية الإثيوبيين في تهميش مصر والسودان. بينما يتمسك كل من مصر والسودان بضرورة رفض الملء الثاني للسد بشكل أحادي، بينما تُظهر إثيوبيا تجاهلاً للوائح التي تمنعها من اتخاذ قرارات فردية تتعلق بهذه الثروة المائية المشتركة.