
مقال مهم نشر في صحيفة “بزنس إنسايدر” يتناول محاولة الصين الأخيرة للسيطرة على حصة كبيرة في “Motor Sich”، الشركة الأوكرانية الشهيرة بصناعة محركات الطائرات الهليكوبتر والطائرات والصواريخ، والتي تم إيقافها من قبل الحكومة الأوكرانية هذا العام.
يتكامل هذا التحليل مع تقارير عديدة من وسائل الإعلام ومواقع إخبارية مختلفة مثل “EurAsian Times”، ويسلط الضوء أيضًا على تحديات كبيرة تواجه مقاتلة الجيل الخامس الصينية “J-20”.
تعرف “J-20” أيضًا باسم “التنين العظيم”، وهي ليست مجرد طائرة مقاتلة خفية، بل تمثل أن الصين، على غرار الولايات المتحدة، قادرة على تطوير بعض من أكثر التكنولوجيات العسكرية تقدمًا في العالم.
على الرغم من ذلك، تواجه “J-20” مشكلة رئيسية مرتبطة بوجود محركات نفاثة عالية الأداء ذات كفاءة وموثوقية، مما جعلها تعتمد في كثير من الأحيان على المحركات الروسية.
منذ فترة طويلة، تعاني صناعة الدفاع في الصين من تحديات في تطوير محركات نفاثة محلية، وهي قضية تعمل الصين على إيجاد حلول لها.
قد يُفاجئ البعض من صعوبات الصين في تطوير محركات نفاثة، بالرغم من التقدم العسكري الكبير الذي حققته البلاد.
وعلى الرغم من براعتها في الهندسة العكسية للتقنيات الأجنبية، إلا أن الهندسة العكسية في مجال صناعة المحركات النفاثة لم تحقق النجاح المطلوب.
إحدى أقدم إصدارات الصين من المحرك المحلي، WS-10A، تتعرض لعطل متكرر بعد نحو 30 ساعة فقط من الاستخدام.
هناك عدة أسباب وراء هذه التحديات. أولاً، روسيا على علم بأن الصين قد سرقت حقوق ملكيتها الفكرية، مما يجعلها حذرة في بيع أفضل محركاتها لبكين. ثانيًا، لا تتيح روسيا فرصة بيع المحركات بشكل مستقل، مما يصعب نسخها.
بالإضافة إلى ذلك، إن إتقان تطوير محركات نفاثة جديدة من الصفر ليس سهلًا ويتطلب معرفة تقنية عميقة تتطلب سنوات من التعلم المتواصل.
تصنيع المحركات النفاثة يُعتبر عملية معقدة للغاية. كما أشار تيموثي هيث، كبير الباحثين الدوليين والدفاعيين في مؤسسة Rand Corporation، إلى أن عددًا قليلاً من الدول تنجح في تطوير هذه التكنولوجيات المتقدمة.
تعتبر التحديات الرئيسية في علم المعادن والتصنيع. على سبيل المثال، تحتوي محركات الطائرات المدنية مثل بوينج 747 على أكثر من 40,000 قطعة.
يصل حرارة هذا المحرك إلى 2500 درجة فهرنهايت، ويمكن أن تدور شفرات المروحة بأكثر من 3000 دورة في الدقيقة خلال الرحلات الطويلة.
يمكن استنساخ المخططات لمثل هذا المحرك، لكن صعوبة الحصول على أسرار تصنيع الأجزاء المعدنية القادرة على تحمل هذه الحرارة المستدامة وكذلك الدوران بسرعة عالية لآلاف الساعات، مع مواجهة عوامل خارجية مثل مقاومة الرياح والتآكل، ليست سهلة.
تواجه الصين عائقاً آخر حيث إن الجهة المسؤولة عن تطوير هذه الآلات المعقدة هي شركات تملكها الدولة.
وتظهر بوضوح أن الصين تدرك تمامًا التحديات المحيطة بمشاكل محركاتها.
ليو داشيانغ، نائب مدير لجنة العلوم والتكنولوجيا في مؤسسة صناعة الطيران الصينية، وصف في وقت سابق تطوير محركات الطائرات المحلية بأنه “مهمة سياسية جادة وعاجلة”، مشيرًا إلى التحديات غير المسبوقة التي تواجهها الصين.
وأكد ليو: “دول الطيران الرائدة تتخذ موقفًا صارمًا بشأن تكنولوجيا الطيران” وأضاف أن القيود الأمريكية الأخيرة على شركة الاتصالات الصينية هواوي توضح أن شراء التكنولوجيا الحيوية ليس بالأمر السهل، حتى مع ضخ الأموال.
نتيجةً لذلك، حاولت شركة Skyrizon، المملوكة للدولة، الحصول على حصة أغلبية في Motor Sich الأوكرانية، وهو الأمر الذي عرقلته الحكومة الأوكرانية.
Motor Sich تعتبر واحدة من أكبر الشركات في العالم لصناعة محركات طائرات الهليكوبتر والطائرات والصواريخ، وهي قادرة على تصميم وبناء محرك جديد بشكل كامل بمفردها.
وفقًا للتقارير، تقوم Motor Sich بإنتاج 28 نوعًا مختلفًا من المحركات التي تُستخدم في طائرات مثل Mi-2 و Mi-8/17 والمروحيات العسكرية الأخرى، بالإضافة إلى طائرات أنتونوف المختلفة.
تعتبر محركات مثل Progress D-18T التي تدعم النقل الإستراتيجي عبر طائرات أنتونوف An-124 وAn-225، وكذلك Ivchenko AI-25 لطائرات التدريب، جزءًا من مجموعة منتجات الشركة المميزة.
إن القدرات الاستراتيجية والتقنية لشركة Motor Sich تمثل أهمية كبرى للأمن القومي لأوكرانيا.
بينما قدمت روسيا العديد من محركات الطائرات للصين، إلا أنها تتردد في تسليم تكنولوجيا محركاتها المقاتلة، مفضلةً بيع الطائرات كاملة لتفادي الهندسة العكسية من قبل الصين.
قد يكون سعي الصين للاستحواذ على Motor Sich ناجمًا عن هذه العقبات، ولكن هذا المسار أيضًا يقابل صعوبات جديدة. يُعتقد أن أوكرانيا تخشى فقدان مشروع استراتيجي مهم في حين تعارض الولايات المتحدة هذه الخطوة.
تتم مراقبة هذه المسألة عن كثب من قبل الدول الحليفة. ونالت تقارير من مجلات مختصة في الدفاع تأكيدات من مسؤولي استخبارات غربية تفيد بأن “ليس من مصلحتنا أن يسد جيش التحرير الشعبي هذه الفجوة الكبيرة في قطاع الصناعات الدفاعية لديهم”.
في غضون ذلك، تتجه الصين نحو استبدال محركات AL-31F الروسية المستخدمة في طائرات J-20 بنسخة محسنة من محركات WS-10 محلية الصنع. وقد وجد المهندسون أن WS-10C لديه مستوى من الأداء يشابه محركات AL-31F.
على الرغم من التحديات، حققت الصين تقدمًا ملحوظًا في بعض نسخ WS-10، حيث زودت بعض الطائرات الصينية بهذه المحركات، بما في ذلك عدد كبير من طائرات J-20.
مصادر صينية أفادت أن محرك WS-15، الذي تم تصميمه خصيصًا لطائرة J-20، “يمكن أن يتم الانتهاء منه في غضون عام أو عامين”. وعند تثبيته، ستصبح J-20 “موازية” لطائرات الجيل الخامس الأمريكية مثل F-22 Raptor.
فهل سينجح الجيل القادم من المحركات الصينية في نقل صناعة المحركات إلى مستويات جديدة من التقدم والابتكار؟








