ذكرت وكالة رويترز أن الجهود الأخيرة حققت للقاهرة اعترافًا واضحًا بدورها الحيوي، بالإضافة إلى تقدم ملحوظ في هدف سياستها الخارجية الرئيسي المتمثل في الوصول إلى اتفاق بشأن إدارة سد النهضة الإثيوبي، الذي تعتبره القاهرة تهديدًا جسيمًا لمصادر مياه النيل.
في الوقت الذي كانت فيه القاهرة تلعب دور الوسيط خلال جولات العنف السابقة بين إسرائيل والفلسطينيين، تشير التحليلات إلى أن أنشطتها الدبلوماسية أصبحت أكثر وضوحًا بالمقارنة مع السنوات السابقة.
من المقرر أن يقوم رئيس حماس، إسماعيل هنية، بزيارة إلى القاهرة بهدف تعزيز الهدنة التي استمرت لأسبوع كامل، والتي جاءت نتيجة للمحادثات المكثفة التي أجراها المسؤولون الأمنيون المصريون مع كل من إسرائيل وحماس.
وصرح مسؤول بحماس لوكالة رويترز: “أبدت مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، جهودًا أكبر، وهذا ما ظهر بوضوح خلال الحرب التي استمرت 11 يومًا.”
علي الرغم من الروابط بين حماس وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، فإن القاهرة تحتفظ بعلاقات استخباراتية قوية مع الجماعة.
أوضح ديبلوماسي أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا للأمن على الحدود بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، مما يجعلها تتعامل مع حماس بـ”براجماتية كبيرة.”
مع تحقيق الهدنة، استأنفت مصر والرئيس السيسي التواصل مع البيت الأبيض، حيث جرت محادثتان مع إدارة بايدن خلال خمسة أيام.
أشار نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري السابق، إلى أن التعاون المصري الأمريكي فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيظل محدودًا بسبب انخفاض الطموحات في عملية السلام.
وأضاف: “ما يحدث اليوم هو إدارة للصراع أكثر من كونه حلًا جذريًا.”
تواجه مصر انتقادات شديدة من الديمقراطيين بشأن ملف حقوق الإنسان.
لكن القاهرة تعلمت الانتظار عندما تتدهور علاقاتها مع واشنطن، وبدت وكأنها تمكنت من تعزيز موقفها في ملف غزة، ما يمنحها فرصة لدفاع عن حقوق الإنسان، بحسب حفصة حلاوة، أستاذة غير مقيمة بمعهد الشرق الأوسط.
اختتمت حديثها بالقول: “أصبحت مصر لاعبًا صبورًا في مجال السياسة الخارجية، وهذا ناتج عن الإيمان الثابت بأنها دولة كبرى مما يجعل انهيارها أمرًا بعيد المنال.”
