د. ظافر العجمي
تشهد الصفحات ومواقع التواصل الاجتماعي العبرية هجومًا حادًا على قرار الكابينت بوقف إطلاق النار، حيث يتهمون نتنياهو بعدم اتخاذ قرار حاسم في المعركة. إن التوقف عن القتال دون فرض شروط تساهم في تقليص تسليح حماس، ودون استعادة الجنود الإسرائيليين في غزة، يعد أمرًا غير مقبول.
ما الذي منع الحسم البري لدى الكيان الصهيوني كما حدث في الجولات السابقة؟
- أحد الأسباب الرئيسة لتجنب الجيش الصهيوني المعركة البرية هو الارتباك والهلع الذي أصاب المدنيين الصهاينة جراء صافرات الإنذار المستمرة، مما دفع نحو دعوة الاحتياطي للخدمة العسكرية.
- العمليات البرية غالبًا ما تكون دامية، وقد تؤدي إلى محاكمات في المحاكم الدولية بسبب جرائم الحرب المحتملة. رغم محاولاتهم اللجوء إلى محامين كمستشارين قانونيين، تظل سمعة الجيش الصهيوني محفورة بالجرائم.
- فتح الصهاينة المجال لتطوير نظام الدفاع الصاروخي، المعروف بالقبة الحديدية، إذ يهدفون إلى تقليل الاعتماد على الحرب البرية، لكن هذه الاستراتيجيات تسببت في حالة دفاعية لم يكن فيها الهجوم ممكنًا.
- تشير التجارب السابقة إلى أن العمليات البرية في المناطق الحضرية الفلسطينية تكون غالبًا دموية، على الرغم من استخدام المركبات المدرعة المحمية التي تساعد القوات البرية على المناورة.
- انتقد جدعون ساعر، رئيس حزب “أمل جديد”، قرار وقف القتال من جانب واحد، محذرًا من أنه سيؤدي إلى تراجع القدرة القتالية للجيش البري.
- تزايد الضغط بسبب بقاء المفقودين والجرحى من الجيش الصهيوني في غزة رغم انتهاء الحملة العسكرية. فهل سيفقدون المزيد؟
- لم يكن هناك بد من الاعتماد على القوات الخاصة، حيث تم إرسال لواء قولاني، ما أدى إلى إصابة قائده غسان عليان وفقدان 13 جنديًا في ليلة واحدة.
- استفادت روسيا والولايات المتحدة من تجارب سابقة في الحروب urban warfare، مما دفع الدول الكبرى نحو الاعتماد على شركات أمنية خاصة، مثل فاغنر و بلاك ووتر. نتوقع أن يتجه الصهاينة أيضًا نحو هذه الاستراتيجية.
- بسبب تحول الصراعات إلى حروب غير متماثلة، يعاني الجيش من تقليص فعالية القوات البرية، حيث أصبحت كبيرة بلا قدرة على المناورة، ودون استراتيجية مناسبة لمواجهة التهديدات المباشرة.
لقد أصبحت الديناميات الحربية تتغير، مما يستدعي أهمية التفكير في طرق جديدة لمواجهة التحديات المستقبلية.
