
تتميز قوات الدفاع الجوي في الجيوش الحديثة باستخدام أنظمة متقدمة من الرادارات، تعتمد على كشف الأعداء في البر والبحر والجو. يُعَد استخدام موجات الراديو من أبرز التقنيات العسكرية المعتمدة في هذا المجال، حيث يعود تاريخ استخدام هذه التقنية لأكثر من مئة عام.
تسعى الدول الكبرى باستمرار لتطوير رادارات عسكرية قادرة على التعامل مع التطورات الهائلة في تكنولوجيا الطائرات الشبحية، التي يصعب اكتشافها بالوسائل التقليدية.
على الرغم من وجود أنواع متعددة من الرادارات العسكرية، مثل الرادار الإلكتروني ورادار الفوتونات التي تستطيع رصد الطائرات الشبحية، فإن التقنية الأساسية المستخدمة في أول رادار عسكري ما زالت فعالة حتى اليوم. تعتمد هذه التقنية على بث موجات الراديو من أجهزة خاصة لتنعكس على سطح الهدف، مما يكشف موقعه وحجمه، ويحدد إذا كان هدفًا ثابتًا أو متحركًا، وكذلك يحدد اتجاه سرعته وزاوية تحليقه.
ما هي تقنية عمل الرادار؟
تُعَد رادارات الراديو العنصر الرئيسي في أنظمة الدفاع الجوي للعديد من جيوش العالم، ويعود اكتشاف نظرية عملها إلى عام 1903، عندما استخدمها الألمان لرصد مواقع السفن في البحر. في عام 1922، اكتشف خبير بريطاني نفس التقنية، لكنها لم تحظَ بالاهتمام من الحكومة في ذلك الوقت.
كانت التجارب الأولى في استخدام رادارات الراديو تعتمد على “الموجات المستمرة” (CW)، التي تنعكس على سطح الهدف، مما يسمح لمشغل الرادار بتحديد موقع الهدف دون معرفة سرعته.
كيف يتم تحديد سرعة الهدف؟
لكن تقنية “الموجات المستمرة” لم توفر المعلومات الكافية، مما أدى إلى ابتكار تقنية النبضات، التي تعتمد على إرسال نبضات قوية من الموجات “قصيرة المدى” بشكل متقطع. يتم رصد الفارق الزمني بين وقت إرسال هذه الموجات ووقت استقبال الموجات المنعكسة (“الصدى”) إلى محطة الرادار.
عن طريق تكرار النبضات واحتساب مدى الهدف في كل مرة، يمكن تحديد سرعته بطريقة آلية.
كيف يميز الرادار بين الهدف الثابت والمتحرك؟
يستطيع الرادار التفريق بين الهدف الثابت والمتحرك من خلال احتساب الفرق بين تردد الموجات المنبثقة والموجات المنعكسة.
في حالة الهدف الثابت، يتساوى تردد موجات البث مع تردد الموجات المنعكسة. بينما عند وجود هدف متحرك، يختلف الأمر حسب اتجاه حركته؛ إذا كان الهدف يتجه نحو محطة الرادار، يكون تردد الموجات المنعكسة أعلى من تردد الموجات المنبثقة. أما في حال كان الهدف يتحرك بعيدًا عن محطة الرادار، سيكون تردد الموجات المنعكسة أقل.








