
التوجه نحو تسليح جوي شرقي
يسعى العراق في الآونة الأخيرة إلى إعادة تعزيزه للقدرات العسكرية، خاصة في مجالات الطيران ومنظومات الدفاع الجوية، ولكن يواجه العديد من العقبات الدولية والمحلية التي تعرقل هذا المسار.
العودة إلى السلاح الروسي
يرى اللواء دكتور أحمد الشريفي، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن هناك إمكانية قوية لتطوير العراق لمنظومات الدفاع الجوي بعيدًا عن دعم التسليح الأمريكي.
وأشار إلى أن هناك توجهًا نحو إعادة إحياء السلاح الجوي والدفاع الجوي الروسي، نظرًا لخبرات القوات العراقية التي تدربت لسنوات على الأنظمة الروسية بفاعلية عالية.
التجارب السابقة
وذكر الشريفي أن الخبرة مع هذا النوع من السلاح تمتد لتشمل المعرفة القتالية، وليست مجرد تجربة ميدانية. لكنه أشار إلى أن التأخير في استعادة تلك المنظومة الروسية يعود إلى عوامل عدة، منها الضغوط من أمريكا والسياسات المحلية ، حيث شاب برامج التسليح فساد وسوء إدارة.
وتابع الشريفي منتقدًا برنامج الـ “إف – 16” الذي وصفه بالفشل، قائلًا: “نحن نتجه لإعادة إحياء طائرات “ميغ 29″ السوفيتية الصنع، حيث تتوفر لدينا طواقم فنية وطيارون مؤهلون، ولكن للأسف هناك كان رأي مخالف للأغلبية مما أدى إلى تهميش منظورنا.”
إس 400 وما بعدها
فيما يتعلق بالتهديدات الأمريكية بشأن التسليح الشرقي، أشار الشريفي إلى أن الولايات المتحدة حاولت من قبل الضغط بشأن منظومة “إس 400” نظرا لتفوقها التقني الذي يُعتبر تهديدًا لطائراتها المتقدمة.
وفي الجانب الآخر، بإمكان العراق أيضًا البحث عن شراء “إس 300” والتفاوض بشأن “إس 400” في حديث يشمل الأمريكيين، خاصةً أن الاقتراح قد أثير سابقًا على يد القائد أبو مهدي المهندس.
التدخلات الأمريكية
وتدخل المحلل السياسي أياد العناز مشيرًا إلى تدخلات الإدارة الأمريكية في عدة اتفاقيات تسعى إليها الحكومة العراقية على مختلف الأصعدة، بما فيها الجانب العسكري، مؤكدًا أن واشنطن تسعى للحفاظ على نفوذها في العراق ومنع أي شراكات دولية.
وذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى أن تكون القوة الداعمة للتحالف الدولي ضد الإرهاب، بالإضافة لدورها في تدريب القوات العراقية وتقديم الدعم اللوجستي، مما يعكس رؤيتها الاستراتيجية للأحداث في العراق.
العلاقة بين موسكو وبغداد
تناولت الأحاديث الأخيرة حول تطوير سلاح الدفاع العراقي والشائعات المتعلقة بإمكانية حصول بغداد على أنظمة الدفاع “إس 300” أو “إس 400”. هذا النقاش يأتي في سياق التوازنات الإقليمية التي تسعى إليها إيران، حيث سيكون وجود هذه الأنظمة عاملاً مساعداً لتحقيق أهدافها، خاصةً في ظل التدخل الإيراني الواضح في شؤون العراق والذي يعد جزءاً من مشروعها الإقليمي.
وفي هذا السياق، أشار المحلل السياسي إلى أن واشنطن تعي تماماً المساعي الإيرانية وأهدافها الميدانية، مما يجعلها تسعى إلى تطويق هذا الدور وفقاً لمصالحها الاستراتيجية. وإذا أرادت الحكومة العراقية بناء علاقات سياسية مع محيطها الدولي والإقليمي، فسيتوجب عليها الابتعاد عن الوجود الأمريكي والهجمة الإيرانية، وهو ما يبقى تحدياً حياً في الوقت الحالي.
من جانب آخر، أكد نايف الشمري، نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، أن الحكومة ستبدأ إجراءات التعاقد خلال الأشهر المقبلة لشراء منظومة دفاع جوي.
وفي تصريحات له، أضاف الشمري: “تشمل الموازنة المالية لعام 2021 تخصيصات لتزويد القوات المسلحة بأحدث الأجهزة لمواكبة التطور العالمي. وقد أجرينا عدة لقاءات مع وزير الدفاع وقائد الدفاع الجوي بشأن هذا الموضوع.”
كما أوضح الشمري أن “الحكومة ستعقد شراكات خلال الفترة القادمة مع شركات بارزة لتزويد العراق بمنظومة حديثة للدفاع الجوي.” وأكد أن “التعاقد سيكون حصراً من اختصاص وزارة الدفاع، وسنراقب جميع العقود المبرمة.”
وقد أفادت تقارير صحفية بأن الحكومة العراقية تفكر بجدية في شراء أنظمة “إس-400” الروسية للدفاع الجوي، بينما حذرت وزارة الخارجية الأمريكية من إمكانية فرض عقوبات إذا تمت هذه الصفقة.
سبوتنيك








