
د. مينا عادل
في بداية سنة 2021، قام سلاح الجو الإسرائيلي بإجراء عدد من الأحداث الهامة:
الحدث الأول شهد انطلاق تدريبات تحت اسم “Galilee Rose” في فبراير من نفس السنة. كانت هذه التدريبات تستهدف تعزيز الجاهزية لمواجهة مفاجآت الدفاع الجوي الإسرائيلي عبر 3 عدائيات رئيسية:
- صواريخ أرض-أرض تستهدف المطارات والمنشآت العسكرية، وحتى المدن.
- طائرات مسيرة انتحارية تستهدف وحدات الدفاع الجوي.
- طائرات مقاتلة ترافق القاذفات في هجمات على أهداف عميقة.
تمت المحاكاة من 4 اتجاهات (إيران، سوريا، لبنان، وغزة)، مع التركيز على الجبهة الشمالية حيث يُتوقع أن يكون الهجوم الرئيسي.
أما بالنسبة للمهام المطلوبة من القوات المشاركة، فقد شملت:
- تحديد مواقع الضربات بسرعة كبيرة في الوقت الذي تتعهد فيه وحدات الدفاع الجوي بمواجهة التهديدات.
- توافر تكتيكات مرنة للتعامل مع الأهداف، مما يخفف الضغط عن وسائل الدفاع الجوي.
- تنفيذ مهمات متنوعة تتضمن اعتراض الطائرات المعادية والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى ضرب الأهداف المحددة والاستطلاع.
- تقديم استطلاعات مستمرة لضمان دقة إدراك الموقف.
الحدث الثاني جاء في مارس 2021 عندما تم نقل عدد كبير من أسراب الطائرات المقاتلة من وسط وجنوب فلسطين إلى الشمال، وهو تغيير استراتيجي لم يحدث منذ عام 1948. تركز جهود الحرب الإسرائيلية الآن نحو الشمال، تاركاً الوسط والجنوب للمقاتلات من الصف الثاني وأسراب التدريب.
في الوقت الراهن، العمليات العسكرية مستمرة، مع إطلاق صواريخ من سوريا ولبنان وغزة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. سلاح الجو الإسرائيلي ينفذ تدريباته بالتفصيل:
- استطلاع مستمر لتحديد مواقع منصات الصواريخ.
- الحفاظ على وجود مقاتلات في الجو لمهام اعتراضية، حتى في ظل التكاليف المرتفعة لذلك.
- التعاون مع عناصر الاستخبارات لتحديد القيادات الفلسطينية وتنفيذ هجمات دقيقة باستخدام ذخائر متقدمة.
من المتوقع أن تمتد هذه الهجمات إلى لبنان وسوريا، وربما إلى إيران إذا تدخلت بشكل أكبر في العمليات الجارية.
ستعزز هذه العمليات سمعة سلاح الجو الإسرائيلي وتبرز قوته على الساحة الإقليمية.
تعد رماية واحدة من أكبر الدول المصدرة للأسلحة على مستوى العالم، ويعتمد اقتصادها بشكل كبير على تلك الصناعة. في عام 2020، أظهرت الإحصائيات أن صادرات الأسلحة وصلت إلى أرقام قياسية، مما يعكس نجاحها في استثمار التقنية لصالحها في السوق العالمي.
في ختام هذا المقال، نتساءل: هل تعتقد، عزيزي القارئ، أن العمليات الحالية ستتوقف قريبًا بعد كل الاستعدادات التي قامت بها إسرائيل؟ وما هو دور هذه الاستعدادات في السياسة الإسرائيلية؟








