
في الفترة الأخيرة، تصاعدت التوترات بين موسكو وواشنطن بشكل ملحوظ، مما جعل الأجواء تتشابه مع أوقات الحرب الباردة وأقصى منها.
سنركز في هذا المقال على الأسلحة الكلاسيكية التي أثبتت فعاليتها والتي صدرتها روسيا إلى دول أخرى، وليس على أخطر الأسلحة التي تمتلكها. على الرغم من أن الولايات المتحدة قد تواجهها في أماكن أخرى دون دخولها في نزاع مسلح مباشر مع روسيا.
مقاتلة سو-35
تعتبر “سو-35” (“فلانكر” حسب تصنيف الناتو) واحدة من أبرز الطائرات الحربية التي تملكها القوات الجوية والفضائية الروسية اليوم. تُعتبر هذه المقاتلة خصماً شديد الخطورة على سلاح الجو الأمريكي، حيث تزودت بأحدث التقنيات الإلكترونية.
صُممت “سو-35” لتحقيق التفوق الجوي بفضل قدرتها العالية على المناورة. تتمكن من الارتفاع والوصول إلى السرعة القصوى وإطلاق صواريخ “جو – جو” من ارتفاعات تبلغ 13 ألف متر وبسرعة تصل إلى 1.5 ماخ (سرعة الصوت). تبرز الصين كأحد المهتمين بشراء هذه الطائرة، إلى جانب قائمة طويلة من الدول الأخرى التي قد تسعى للحصول عليها.
غواصة أمور
تتمتع روسيا بقدرة على تصنيع أحدث الغواصات في العالم، بما في ذلك الغواصات النووية الاستراتيجية مثل “بوريه” و”سيفيرودفينسك”. ومع ذلك، تستثني روسيا بيع هذا النوع من الغواصات حتى للدول الصديقة، باستثناء حالة واحدة عندما استأجرت الهند غواصة “كا -52 نيربا”.
من ناحية أخرى، يمكن لروسيا تصدير غواصات الديزل الكهربائية، مثل غواصة “آمور” التي تم تطويرها خصيصاً للتصدير. هذه الغواصة تتمتع بقدرات تخفي مذهلة نظراً لمعدل ضجيجها المنخفض، وتحتوي على 10 منصات عمودية لإطلاق الصواريخ و4 أجهزة للطوربيد عيار 533 ملم، بالإضافة إلى قدرة على البقاء تحت الماء لمدة 45 يوماً.
دبابة تي-90
تعتبر دبابة “تي-90” العمود الفقري للجيش الروسي، على الرغم من أنه سيتم استبدالها بمستقبلها “أرماتا” التي لا تزال تحت التجريب. يمتلك الجيش الروسي الآن حوالي 1000 دبابة من هذا النوع، وتحظى بشعبية كبيرة في الجيش الهندي، وكانت الجزائر وأذربيجان وأوغندا وتركمانيا بين الدول التي اقتنتها سابقًا.
تسعى روسيا حالياً إلى طرح نسخة محسنة من هذه الدبابة، وهي “تي-90 أم أس”، والتي تعتبر أقل تكلفة مقارنة بالدبابات الألمانية “ليوبارد 2” والأمريكية “أم 1 أي 2 أبرامس”. تمتاز هذه الدبابة بأسلحة حديثة ودرع قوي ونظام حماية ديناميكي من طراز “كونتاكت – 5” ضد الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات.
صاروخ براموس
صاروخ “براموس (بي – 800)” هو عبارة عن صاروخ مضاد للسفن تم تطويره بالاشتراك مع الهند بناءً على التكنولوجيا السوفيتية. يمكن إطلاقه من السفن والطائرات والغواصات وأيضًا من منصات برية، ويصل مداه إلى عدة كيلومترات. تبلغ سرعة الصاروخ 3 ماخ (سرعة الصوت)، مما يضمن فعاليته في العديد من السيناريوهات العسكرية.
القدرة العسكرية الروسية ودورها في التسلح البحري
قدمت روسيا الدعم لفيتنام وإندونيسيا عبر تزويدهما بمنظومات الصواريخ المضادة للسفن، المعروفة باسم “باستيون”، والتي تحتوي على صواريخ “براموس”. تُخطط روسيا أيضاً لتجهيز فرقاطاتها الحديثة، مثل فرقاطة “الأميرال غورشكوف”، بهذه الصواريخ. وقد أبدت مصر اهتمامًا كبيرًا في اقتناء هذه الأسلحة المتطورة لتعزيز قدراتها الدفاعية.
طوربيد 53 – 65 الذاتية التوجيه
تستحوذ الصواريخ المضادة للسفن على الكثير من تركيز وسائل الإعلام، ولكن لا يمكن تجاهل خطورة الطوربيدات التي تطلق من الغواصات. واحد من أخطر الطوربيدات في هذا السياق هو “53 – 65” الموجه ذاتيًا.
هذا الطوربيد يمتلك القدرة على تتبع الأثر المائي الذي تتركه السفن أثناء إبحارها، حيث يحتوي على حساسات تتابع التموجات الناتجة عن هذه السفن في البحر. يظل “53 – 65” سلاحًا فتاكًا مهمًا، كونه يتجاوز وسائل التشويش على الرادار ويستهدف السفينة بشكل مباشر دون تشغيل أي رادار أو رأس توجيه بالأشعة تحت الحمراء. الأسلوب الوحيد لمواجهة هذا الطوربيد هو بواسطة طوربيد مضاد، تم تصميمه خصيصًا لحاملة الطائرات الأميركية “جورج بوش”، ولكن لم يُعرف بعد مدى فعاليته.
استمرار التطور في قدرات الدول البحرية يعكس أهمية التكنولوجيا المتقدمة في مجالات الدفاع والردع البحري. هذا يبرز أهمية الحفاظ على مستوى عالٍ من الاستعداد في ظل التحديات العسكرية المتزايدة.








