
في تقريرات نشرتها وسائل الإعلام الإثيوبية يوم الأحد 2 مايو، أكدت إثيوبيا أن مصر والسودان قد وقعا اتفاقية عسكرية ثنائية “تتجاوز التهديد بالحرب”. كما زعمت أن القاهرة والخرطوم تسعيان إلى الضغط على أديس أبابا عبر تعطيل المفاوضات لتدويل قضية سد النهضة. وطالبت في رسالتها إلى الأمم المتحدة بأن “تصرفات مصر والسودان تعكس عدم احترامهما لمبادئ الاتحاد الأفريقي، وتسعى إلى زعزعة الاستقرار”.
ويُذكر أن رئيسي الأركان للجيشين السوداني والمصري قد أبرما في مارس/آذار الماضي اتفاق تعاون عسكري يشمل مجالات التدريب وتأمين الحدود، تزامنًا مع تنسيق سياسي رفيع حول سد النهضة، الذي تُقيمه إثيوبيا على النيل الأزرق – المورد الأساسي لمياه نهر النيل.
على الرغم من الاعتراضات القوية من القاهرة والخرطوم على شروع أديس أبابا في ملء السد للمرة الثانية دون اتفاق يضمن حصتيهما من مياه النيل، فإن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يؤكد على أن العملية ستحدث في موعدها المُنتظر خلال موسم الأمطار في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب.
أعلنت وزارة الري المصرية، يوم الأحد، عن استراتيجيات لتفادي المخاطر الناتجة عن الملء الثاني للسد.
وأشار المتحدث الرسمي للوزارة، محمد غانم، إلى أنهم بدأوا في تنفيذ عدة مشاريع، منها تأهيل وتبطين الأراضي والمصارف لتعزيز تدفق المياه وتقليل الفاقد.
كما يُخطط لصيانة وإقامة 92 محطة خلط ورفع مياه، إلى جانب تشجيع المزارعين على اعتماد تقنيات الري الحديثة في الأراضي الصحراوية.
في السياق ذاته، أكدت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، خلال جولتها الحالية في عدة عواصم أفريقية أن الملء الثاني للسد دون اتفاق يُعتبر تطورًا الخطير.
وأضافت أن زيارتها إلى كينشاسا، العاصمة الكونغولية، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، تعكس ثقة السودان في الاتحاد، وتسلط الضوء على قضية الملء الثاني، خصوصًا أن موعده بات قريبًا.
وفي اجتماعها، أوضحت المهدي للرئيس الأوغندي يوري موسيفيني موقف بلادها حيال تعبئة السد ونتائج المفاوضات الأخيرة، مُعتبرة أن “تعنت” إثيوبيا يجعلها في وضع “المعتدي الذي يسعى لإلحاق الأذى بالآخرين”.
أما بالنسبة لآبي أحمد، فقد صرح يوم الأحد، بأنه يُعتبر أن الملء الثاني للسد المرتقب في يوليو/تموز بمثابة “قيام إثيوبيا”، مُسقطةً مقارنة مع قيامة المسيح.
وأضاف في بيان بمناسبة عيد الفصح، أن مشروع سد النهضة الذي يسعى لتحقيقه بات قريبًا، مُشيرًا إلى أن “المنافسين لن يترددوا في إلقاء الحجارة لإبعادنا عن الاتجاه الصحيح”.
تأتي هذه التصريحات في خضم تعثر المفاوضات بين مصر والسودان، حيث يتواصل الحديث حول الخيارات المتاحة لمواجهة أي تأثيرات سلبية قد تلحق بحصصهما المائية أو بنيتهما التحتية المائية.
ورغم رفض أديس أبابا المتكرر للطلبات المصرية والسودانية لعدم تعبئة بحيرة سد النهضة في الصيف المقبل، قبل الوصول إلى اتفاق يُحدد قواعد التعبئة والتشغيل، فإنها تؤكد أنها لا تسعى لإلحاق ضرر بأي من البلدين.
TRT عربي








