
حقق الجيش المصري في الفترة الأخيرة تقدمًا ملحوظًا في منظومته الدفاعية، حيث تجلى ذلك في عرض مثير للاهتمام نال استحسان المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي. فقد تم عرض فيديو من قبل الجهات المسؤولة خلال احتفالات قوات الدفاع الجوي، حيث تم تسليط الضوء على غرفة التحكم الخاصة بالنظام الدفاعي الروسي المتطور “إس-300”. هذا العرض النادر يعتبر الأول من نوعه ويعكس بوضوح الكفاءة القتالية للجيش المصري، مما يرسل رسائل هامة إلى الخارج والداخل حول قدرات الردع المتقدمة التي يمتلكها. وقد ظهر في الفيديو عدد من الجنود وهم يعملون على الأنظمة الحديثة، في مشهد يعكس مستوى الاحترافية والتكنولوجيا المستخدمة في الدفاعات الجوية المصرية.
تزامن هذا الاستعراض مع تقارير دولية وإقليمية تفيد بوجود نشاط عسكري غير عادي على الحدود المصرية، مما يدل على جاهزية غير تقليدية واستعداد عالٍ للقوات المسلحة. هذا الأمر أثار تساؤلات في الأوساط حول مدى التقدم الذي تحقق في مجالات التسليح والتطوير للجيش المصري في ظل الأوضاع المضطربة في المنطقة.
وسلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على رصد تحركات عسكرية موسعة عبر الأقمار الصناعية في المنطقة الحدودية، وخاصة على طول طريق “فيلادلفيا”. وأفادت التقارير بأن الجيش المصري أدخل كميات كبيرة من الدبابات والمعدات الثقيلة إلى مناطق كانت خاضعة لترتيبات أمنية خاصة لعقود طويلة بموجب اتفاقية كامب ديفيد. كما أكدت مصادر إعلامية على نشر وحدات ومعدات دفاعية تشمل صواريخ من نوع 9A84 و9A83، التي تعتبر عنصراً أساسياً في منظومة “إس-300” والنسخة المطورة “أنتاي-2500″، مما يشير إلى تصعيد استراتيجي واستعداد دفاعي شامل لتعزيز الحماية الجوية ضد أي تهديد محتمل.
تعتبر منظومة “إس-300” واحدة من أبرز أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتطورة على مستوى العالم، وتمثل ركيزة أساسية في التسليح العسكري للجيش المصري. تتميز هذه المنظومة بقدرتها على مواجهة الطائرات المتطورة، بما في ذلك تلك المجهزة بتكنولوجيا التخفي، بالإضافة إلى قدرتها على التصدي للصواريخ الباليستية بمسافات مختلفة والصواريخ المجنحة، إضافةً لمهام الاستطلاع والحرب الإلكترونية. توفر هذه المنظومة إمكانية الاعتراض المتزامن لعدد كبير من الأهداف بسرعة تصل إلى 4500 متر في الثانية، ومن مسافة تصل إلى 250 كيلومترًا، مما يعزز بشكل كبير من قدرات الجيش المصري الهجومية والدفاعية.
في سبيل تحقيق التطوير الشامل، أصدرت الرئاسة المصرية تقريرًا مفصلًا عبر منصاتها الرسمية، تسلط فيه الضوء على مراحل تحديث الجيش بدءًا من تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي وزارة الدفاع وحتى وصوله للرئاسة. ركز التقرير على عمليات تطوير شاملة لقوات الجيش ومنظوماتها، وشراء أسلحة متقدمة من دول كبرى، مما ساهم في تعزيز تصنيفات الجيش المصري إقليميًا ودوليًا، حيث احتل المرتبة العاشرة ضمن أقوى جيوش العالم وفقًا للتقارير الدولية. وشدد التقرير أيضًا على أن الرئيس السيسي يعتبر الجيش كضمانة لاستقرار الوطن وأساس أمنه القومي، مؤكدًا على أن تفوق الجيوش يجب أن يقاس بمدى الجاهزية التقنية والكفاءة والقدرة على الردع، وليس بالأعداد فقط.
تواجه مصر تحديات معقدة في محيطها، بدءًا من التوترات في غزة وشرق المتوسط، وصولًا إلى الأوضاع الأمنية المتقلبة في ليبيا والسودان. وفي ظل هذه التحديات، يعكس تنصيب أنظمة الدفاع الجوي مثل “إس-300” قوة وانضباط الجيش المصري واستعداده لحماية حدود البلاد والتصدي لأي خطر خارجي.
ولم تقتصر جهود تطوير المنظومة العسكرية المصرية على تحديث الأسلحة فقط، بل شملت أيضًا تحديث البنية التحتية للمعلومات العسكرية، وتأهيل الكوادر البشرية، وتعزيز الوعي الاستراتيجي لمواجهة التهديدات غير التقليدية. ومع الاعتماد المتزايد على التقنيات الحديثة ونظم التسليح المتكاملة، باتت قوة الجيش المصري تُقاس اليوم بمدى قدرته النوعية على الحفاظ على الأجواء، وضمان السيطرة على كافة المحاور الحيوية ضمن الأمن القومي المصري.








